اسْتراتِيجيَّة دافِعيَّة التَّدريس
حظِيتْ اسْتراتِيجيَّة دافعيَّة التَّدريس باهتمامٍ بالغٍ من قبل العديد من التربويين، حيث تُعتبر الدافعية أحد العوامـل الهامة والرئيسة في تنمية البعد الانفعالي في العملية التعليميـة التَعلُمِيـة، الذي بدوره يُساهم في التحرك الوجداني للإقبال على التعليم والشعور بالغربة في اكتساب المعرفة والتعليم والتدريس.
ما المقصود بدافعية التدريس:
إن دافعية التدريس والتعلم تتمثَّل في رغبة الطلاب بالمشاركة في العديد من النشاطات الأكاديمية التي تستحق الاهتمام وذات معنى وفائدة، بهدف الوصول إلى درجة إشباع الاحتياجات الأكاديمية لديهم، مما يدفع الرغبة لديهم في التعلم وتحقيق الإشْباع التامِّ لهذه الاحتياجات الداخلية، فالدافعية هي التحرك الوجداني الداخلي الذي يدْفع الانفعالات الداخلية الكامنة عند الإنسان نحو الأشياء الخارجية بتلهُّف ورغبة.
أهداف استراتيجية دافعية التدريس:
هناك العديد من الأهداف للدافعية بشكل عام في العديد من مجالات الحياة المختلفة، إلا أن أهدافها في عملية التعليم والتعلم تكون ذات أهمية وفاعلية أكثر من غيرها ومن أهم هذه الأهداف:
1- تنمية حس الاهتمام بالأشياء المحيطة بالطالب أو المتوقَّعة.
2- العمل على تنشيط السلوك الإيجابي للتشويق والرغبة للطلاب اتجاه العديد من المعارف والمعلومات.
3- توظيف السلوك نحو الأهداف المرادِ الوصولُ إليها وتحقيقُها.
4- جذْب انتباه واهتمام الطلاب إلى التعلم والعملية التعليمية.
5- مراعاة استمرارية السلوك التشويقي اتجاهَ أهدافٍ أو ميولٍ معينة.
أنواع الدافعية:
هناك نوعان من الدافعية وهما: الدافعية الطبيعية، والدافعية المكتسبة، وسوف نتعرف عليهما بالتفصيل وهما كالآتي:
أولاً- الدافعية الطبيعية:
وتتمثل في الانفعالات والسلوكيات الموروثة مع الفرد والتي تدفعه للقيام بعملٍ ما بغرض إشباع الرغبة الكامنة بداخله ومن أمثلة الدافعية الطبيعية: الانتماء الاجتماعي لأفراد الأسرة سواء الأب أو الأم، الشعور بالزعامة وحب القيادة والتحكم، الرغبة في الزواج وإنجاب الأطفال.
ثانياً- الدافعية المكتسبة:
يُقصد بها جميع المتغيِّرات التي توجد بالبيئة المحيطة بالفرد التي تهدف إلى جذْب انتباه الفرد من أجل الحصول على معزِّزٍ خارجيٍّ يلبي رغبةً ما بداخله ومن أمثلتها: السعي والرغبة في الشهرة، الرغبة في جمع الأموال، الرغبة في الحصول على مركز اجتماعيٍّ عالي المستوى، التقدم الوظيفي والحصول على الترقيات، الرغبة في النجاح سواء في المرحلة المدرسية أو المرحلة الجامعية.
العوامل التي تؤثر في استراتيجية دافعية التدريس:
هناك العديد من العوامل التي تتأثَّر بها استراتيجية الدافعية وتتمثَّل في عواملّ داخلية ومتغيِّرات خارجية تؤثر في سلوكيَّاتِ وانْفعالاتِ المتعلِّم وانْدفاعه اتجاه الغاية المنشودة، ومن هذه العوامل:
1- العوامل الفسيولوجية: وتتمثل في المستوى العمري ونوع الجنس ذكراً أو أنثى، والنضجِ سواءً للجسم أو العقل.
2- العوامل الاجتماعية: وتتمثل في البيئة الأسرية وحجمها، سلوكيات المتعلم في ظل أبويْه أو أحدهم أو في حالة فقدانهم، علاقة الطفل مع أقاربه وجيرانه.
3- العوامل الثقافية: وتتمثل في درجة ثقافة الوالدين ومستواهم التعليمي، وجود مراكز ثقافية وتفاعل المتعلم مع هذه المراكز والنوادي الثقافية المحيطة به والقريبة منه، ومدى توفير وسائل الثقافة المتنوعة في المنزل مثل: الحاسوب، المجلات، الصحف، الكتب الثقافية العلمية والأدبية، التلفاز والقنوات التعليمية.
4- العوامل الاقتصادية: وتتمثَّل في المستوى المادي للأسرة، وطبيعة العمل لكلٍّ من الأب والأم، وطبيعة الموارد الاقتصادية للدولة بشكل عام، وما نوع البيئة التي يعيش فيها الطالب.
5- العوامل المدرسية: مثل نوعية المدرسة سواءً كانت حكومية أو خاصة أو ثانوية أو أساسية، ومدى قرب المدرسة من مساكن المتعلمين، وطبيعة البناء المدرسي، وحجم استيعاب الصفوف، وعدد الطلاب في المدرسة، وما نوع المكافآت المدرسية والثواب والعقاب في المدرسة.
6- العوامل الأكاديمية: تتمثل في نوع التخصُّص العلمي سواء كان أدبيا، تجاريا، تمريضيا، وماهية المناهج والكتب المدرسية وما تتضمنها من محتوى تعليمي (المعارف-القيم-الاتجاهات).
ماهي أساليب تنمية وتطوير فاعلية استراتيجية دافعية التدريس:
هناك أساليب عديدة تساهم في تنمية وتطوير فاعلية التدريس في العملية التعليمية ومن هذه الأساليب:
1- الحرص على توْفيرِ مناخٍ أسريٍّ صحيٍّ لنشْأةِ فردٍ سويِّ الشَّخصيَّة وبالأخصَّ في الفترة السابقة للمدرسة.
2- توفير جوٍّ وبيئةٍ مجتمعية تتسم بالتآخي والأُخوَّة والصدق في التعامل والإخلاص في العمل.
3- بناءُ ووضْعُ المناهج المدرسية وفقاً لاحتياجات المتعلمين الفطرية وميولاتهم الفكرية تحت معايير وأسس تربوية سليمة.
4- إتاحة الفرصة لأولياء الأمور لزيارة أبنائهم في المدرسة ومتابعة سلوكياتهم وتحصيلهم العلمي ومراقبة التغيرات المستحدثة على تصرفاتهم.
5- معرفة استعدادات الطلاب وميولهم وهواياتهم والعمل على تنميتها وإثقالها وتفعيلها من خلال الأنشطة المدرسية.
6- الاهتمام الإيجابي للاتجاهات والقيم الفعَّالة التي يُمثلها الطلاب ويقومون بممارستها في الحياة العملية.
7- توعيةُ الطلاب وتوضيح مدى أهميتهم في الحياة مما يعزز الثقة بالنفس وتحملهم للمسؤولية.
8- توفير بيئة مدرسية تشجع على التعلم، مما يجعل المتعلم أكثر استقلالية في التعبير عن دوافعه وتحقيقها.
9- توفير العديد من عناصر التشويق المختلفة التي تهدف إلى جذب انتباه المتعلمين.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. دار المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
نقوم بعرض العديد من المقالات التي سنتعرف من خلالها على استراتيجيات التدريس بجميع أنواعها ومنها ( استراتيجية الإدراك، استراتيجية الانتباه، استراتيجية الترميز، استراتيجية المناقشة، استراتيجية تسهيل التدريس، استراتيجية إدارة التدريس، وغيرها الكثير والكثير من الاستراتيجيات المختلفة).