ملخص الدراسة:
تُعد الضغوط النفسية ظاهرة ملموسة وجزأ لا يتجزأ من حياة الأنسان، ولا سيما في العصر الحديث الذي يتصف بالمتغيرات المتسارعة والمتلاحقة في کل جوانب الحياة التي ازدادت متطلباتها، وسببت هذه التغيرات مواقف يومية ضاغطة، ومصادر للتوتر والقلق والانزعاج، فأحداث الحياة اليومية تحمل معها المواقف الضاغطة التي يلمسها الإنسان في عمله، وأسرته ومجتمعه، من خلال تعامله مع الآخرين.
ولعل من أخطر ما يواجه الإنسان المعاصر من مشکلات تهدد حياته وصحته وطاقته، مشکلة الضغوط النفسية في عالمنا المعاصر، فمع تعقد الحياة وتزايد أعبائها ومنافساتها وصراعاتها وتطوراتها في کافة المجالات الأسرية والتربوية والثقافية، أصبحت تلک التغيرات السريعة في کل شيء علامة مميزة، ومع التقدم والتحضر ارتفعت وتطورت أهداف الإنسان في الحياة وأصبحت تشکل مصدرًا هامًا من مصادر الضغوط النفسية على الإنسان، التي تظل تلاحقه وهو في سبيله لتحقيق التوافق مع ذاته ومع بيئته (فراج، 1984: 207).
إن الضغوط النفسية تتحدد بمدى المواءمة بين الشخص والبيئة، وقد يتعرض الأشخاص لضغوط متزايدة ومستمرة ومرتفعة الشدة، وهم في الوقت نفسه لا يملکون أساليب وآليات التوافق والمواجهة المناسبة ويعانون بالفعل من المترتبات والآثار الضارة المرتبطة بهذه الضغوط (يوسف، 2007: 3).
وتنتج الضغوط النفسية عن المواقف غير السارة فقط ولکن المواقف الخبرات السارة تشکل ضغط أيضًا، وأن الضغوط الناتجة عن الخبرات والمواقف السارة قليلة الضرر إذا ما قورنت بأضرار الضغوط الناتجة عن الخبرات غير السارة (Miller, 1982: 60).
وهناک عوامل خارجية ضاغطة على الأفراد، توجد لديهم إحساساً بالتوتر، أو تشويه في تکامل شخصيته، وحينما تزداد شدة هذه الضغوط فإن ذلک قد يفقد الفرد قدرته على التوازن، ويغير نمط سلوکه عما هو عليه إلى نمط جديد، والضغط النفسي حاله يعانيها الفرد حين يواجه بطلب ملح فوق حدود استطاعته، أو حين يقع في موقف صراع حاد، أو خجل شديد، وإذا ترتب على الضغوط النفسية حدوث أذى حقيقي فإن الفرد يصبح محبطاً، وحتى إن لم يحدث ضرراً حقيقياً، ومباشراً على الفرد فهو يعيش في حاله من الشعور بالتهديد (طه،1993 :445).
إن الأفراد الذين يعانون الشعور بالنقص وعدم الکفاءة، يقللون من شأن أنفسهم ولا يستطيعون مقاومة القلق الناجم عن أحداث الحياة اليومية وضغوطها، ويبحثون باستمرار عن المساعدات النفسية (Gulliford, R.&Upton., 1992:124).
وتًعد الکفاءة الاجتماعية مظلة لجميع المهارات الاجتماعية التي يحتاجها الفرد لکي ينجح في علاقاته الاجتماعية، فالشخص ذو الکفاءة الاجتماعية ينجح في اختيار المهارات المناسب لکل موقف يمر به، ويستخدمها بطرق تؤدى إلى نتائج إيجابية (حسن،2003: 212).
وتتمثل في التعاطف والتواصل مع الآخرين والفهم المتبادل للمشاعر الوجدانية، وتکوين العلاقات الشخصية المرضية معهم، بحيث يکون الفرد مستمعاً جيداً لهم، وقادراً على تعرف اهتماماتهم، وتقدير مشاعرهم وتفهمها (جابر وکفاني،1993: 2712).
إن مرتفعي الکفاءة الاجتماعية أکثر قدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية، والمشارکة في الأنشطة الاجتماعية، وانفتاحاً مع الآخرين أکثر من الأفراد منخفضي الکفاءة الاجتماعية (مجدي،2003: 5).
وتواجه الطالبات في مرحلة المراهقة العديد من الضغوط النفسية والمشکلات التي تسبب لهن الاضطراب ومنها تدنى مستوى الکفاءة الاجتماعية، لذلک يجب أن يتوفر في المدرسة الجو الذي يشعر الطالبات بالأمان والحرية والتعبير الحر عن قدراتهم واحتياجاتهم، حتى يکون لديهن مستوى مرتفع من الکفاءة الاجتماعية وبذلک تتحقق أهداف العملية التعليمية (بخيت، 1994: 192).
ويرى بوتشانان وزملاؤه (Buchanan et al., 2010) أن الضغوط النفسية تعتبر من المشکلات الهامة، التي اخذ المختصون يرکزون اهتمامهم عليها، لکثرة ما يتعرض له الأفراد من مشکلات وأحداث، وما يحيط بهم من ظروف ضاغطة، وکذلک زيادة متطلبات الحياة نتيجة التغير السريع والمتواصل الذي يشهده العالم اليوم، الأمر الذي أسهم في تعريض الأفراد لدرجة عالية من الضغوط النفسية والتي انعکست نتائجها على الأفراد والمجتمعات.
کما ترى بخش (2002) أن الضغوط النفسية الأسرية هي عبارة عن مجموعة من الخبرات المتراکمة، والتي تنتج عن حدث معين يصيب أحد أفراد الأسرة، ويکون له تأثير سلبي ويؤثر على جميع أفرادها بدرجات مختلفة، وينتج عن هذا الحدث وجود مجموعة من الحاجات النفسية والمادية والاجتماعية، والتي تتمثل في عدم دراية الأسرة بکيفية مواجهة هذه المشکلة، ونقص الموارد والخدمات المادية المتاحة، ويؤدي هذا إلى زيادة الشعور بالعجز، مما يدفع الأسرة إلى إتباع بعض الأساليب التکيفية، الناجحة وغير الناجحة، ويتوقف نجاح الأسرة، في التوافق مع الضغط على مقدار توافر الخدمات والدعم الاجتماعي الذي تحصل عليه من البيئة المحيطة.
وقد أشار( هول وليندزي ) الى أن مصادر الضغوط تتمثل في نقص التأثير الأسري أو الضياع الأسري، والإخطار والکوارث ،والنبذ وعدم الاهتمام، والتنافس أو العدوان والسيطرة والقسر والمنع ، والخداع، وضعف تقدير الذات.
کما تؤکد مارکريت لويد ( Loyed Margaret ) أن هناک الکثير من المواقف والإحداث التي تحدث في الحياة اليومية وتکون بمثابة مصادر ضغط على الإنسان مثل الامتحانات والمشاجرات والأزمات المالية وغيرها من المواقف الضاغطة التي يدرکها الفرد ويشعر بتهديدها له وقد تؤدي الى حدوث استجابات نفسية أو جسمية أو سلوکية وظهور نتائج سلبية أو ايجابية لدى الفرد بناء على التعرض لهذه المصادر الضاغطة.
وفي ضوء ما سبق تهتم الدراسة الحالية بدراسة العلاقة بين الضغوط النفسية والکفاءة الاجتماعية لدى الطالبات في المرحلة الثانوية بمحافظة القنفذة للکشف عن المتغيرات المؤثرة في الکفاءة الاجتماعية لهن للتوصل إلي نتائج تفيد في توفير الظروف الملائمة حتى ينعکس ذلک عليهن وبالتالي يعود بالفائدة على الطالبات ويحقق أهداف العملية التعليمية في تنمية شخصية متکاملة للأفراد، حتى يکونوا قادرين على نفع أنفسهم ومجتمعهم ودفعه نحو التقدم، ولأن عدم الاهتمام بالضغوط النفسية التي تواجهها الطالبات سنعکس سلباً على حياتهن المستقبلية.
تَملك شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة مكتبتها الخاصة، والتي استطاعت أن تؤسسها بأحدث المراجع العربية والأجنبية، وتستطيع توفير المراجع والدراسات العربية والأجنبية في العديد من التخصصات بما يخدم موضوع دراسة الباحث سواء أكانت مراجع عربية أم أجنبية
وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل