إشراقات البيان في بديع آيات الرحمن
لماذا قال إخوة يوسف لأبيهم يا أبانا استغفر لنا إنا كنا خاطئين ولم يقولوا إنا كنا مخطئين؟
يقول علماء اللغة في معنى الخاطئ: هو الذي تعمد الخطأ وهو من الفعل: (خطئ) بكسر الطاء.
وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ" لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ} الحاقة: 37، 38.
كما يقول سبحانه: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ} القصص: 8
بينما يقولون في معنى المخطئ: هو الذي لا يتعمد الخطأ، بل يجيء الخطأ منه عفوا دون قصد. وهو من الفعل الرباعي (أخطأ).
كما في قوله تبارك تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) الأحزاب: 5.
وكذلك قوله: (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) البقرة: 286.
ولهذا اعترف إخوة يوسف لأبيهم بعظم جرمهم الذي ارتكبوه في حق أخيهم يوسف عليه السلام فجاء على لسانهم: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) يوسف: 97 ولم يقولوا إنا كنا مخطئين.
والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: كتاب إشراقات البيان في بديع ٱيات الرحمن.