لقد زاد الاهتمام بالعملية التربوية اهتماماً کبيراً , نظراً للتغيرات الاقتصادية والتکنولوجية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم الآن , فالتطورات العلمية تتسابق لتحل مشکلات العالم , وتوفر قدرات هائلة لتقديم خدمات جديدة ومتطورة , ولا ندري ما ستقدمه التربية من الجديد والمبتکر , وسبحان ملهم الإنسان ومعلمة مالم يکن يعلم , وقد اثبتت الدراسات والتجارب في المجتمعات المتقدمة أن القوى البشرية المؤهلة وطريقة سلوکها في بيئة العمل هي أداة الإبداع الرئيسية وأداة التغير والتطوير والتحسين .
يقوم النظام التربوي بتحقيق الأهداف التربوية المنشودة کان لابد من توظيف جميع الإمکانيات المتاحة عن طريق الإدارة التعليمية التي يمکن تعريفها بأنها کل عمل منسق منظم يخدم التربية والتعليم ويتحقق من ورائه الأغراض التربوية والتعليمية تحقيقاً يتمشى مع الأهداف الأساسية من التعليم . (مرتجي ,2009 ,ص. 2)
ففي مجال الإدارة التربوية تطورت نظمها وبرزت فيها قطاعات لها أهميتها مثل تطوير المناهج الدراسية , والعلاقة بين المدرسة والبيئة , وبين التعليم المدرسي والحياة الاجتماعية , وأمکن اکتشاف نماذج من التحرک الإداري تطويرا للتعليم وتطويرا للمجتمع , کما تبين ان کفاية رجل الإدارة التربوية رهن برؤيته الواضحة لحرکة التعليم , وبنظرته المتکاملة الى العملية التربوية وعلاقتها بغيرها من المؤثرات الثقافة في المجتمع . (بستان,طه,2007 ,ص. 16)
لذا يعتبر الإشراف التربوي اداة لتحسين العملية التعليمية , وانه أصبح له تأثيراته على جميع عناصر التعليم , ومن ضمنها المعلم , وان نجاح المعلم في رسالته مرهون بنجاح الاشراف التربوي في القيام بأدواره المنوطة به , وبالتکامل بين عمل المشرف وعمل المعلم بتطور العمل التربوي والتعليمي ميدانيا , ونتوصل إلى تعليم متميز , وکلما ازداد التعاون والتناغم بين المشرف والمعلم ازدادت أفاق التميز وتعززت قيمة النتائج التعليمية والتربوية. (صيام, 2007, ص. 9)