الحمية الغذائية وعلاقتها بصورة الجسم وفقدان الشهية العصبي لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض

ملخص الدراسة:

أصبح الاهتمام في عصرنا الحاضر بشکل ووزن الجسم أمرا ملحوظاً خصوصاً لدى الإناث وذلک نتيجة لما تقدمه وسائل الإعلام من رسائل تستهدف صورة الجسم بشکل کبير، ويعد هذا من أقوى الضغوط على النساء للوصول إلى النحافة، فهي تنتقي عارضات الأزياء النحيفات ليمثلن النموذج للجسم المثالي لمجتمع الإناث العام ، وهذا يؤدي إلى أن النساء ذوات الوزن الطبيعي يکن مبهورات بمستوى غير واقعي من النحافة، ونتيجة لذلک يصبحن في صراع نفسي فيما يتعلق بشکل الجسم ووزنه بين النموذج المثالي الذي تروج له وسائل الإعلام وبين النموذج الواقعي الذي تعيشه (الفايد، 2008م).
ونتيجة لتلک الضغوط المتعلقة بوزن الجسم، قامت المرأة بممارسة حميات غذائية متنوعة، وتعتبر الحمية الغذائية الصحية بمفهومها العام هي اتباع نظام غذائي محدد ومقنن علمياً (العوادي،2010م). وتتنوع الحميات الغذائية ما بين الحميات الصحية المتوازنة والحميات العشوائية ويعتمد قرار اختيار نوع الحمية على شخصية الفتاة والظروف الخاصة التي ترى فيها نفسها (علي،2010م).
وفي دراسة نيازي (2011م) التي أجريت على طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أوضحت أن التعود على الحمية وممارستها باستمرار قد يؤدي مع مرور الوقت إلى شعور الفتاة بکراهية الأکل وإحساسها بخوف من بعض أنواع الأطعمة، وهذا قد يحرمها من رؤية الجانب الإيجابي في مسألة تناول الطعام والاستمتاع به، وإن الخطورة الأساسية لسلوک الحمية تکمن في الارتباط بين تکرار ممارسة الحمية (عدد الحميات التي تمارسها الفتاة) والمظاهر الأساسية لاضطرابات الأکل وهي الرغبة في النحافة والشره وعدم الرضا عن الجسم.
وفي الواقع فإن الرضا عن صورة الجسم يرتبط بطريقة أو بأخرى بالشعور بالسعادة والاطمئنان، وقد اشارت مجموعة من الدراسات إلى أن الإناث أکثر حساسية وانتقادا لصورة ابدانهن، وأن بين کل عشر إناث يقفن أمام المرآه ثمانية منهن يشعرن بعدم الرضا عندما يشاهدن انعکاس صور أبدانهن في المرآه وخمسة على الاقل يرين صورة غير مطابقة للواقع وذلک بعکس الذکور الذين يبدون أکثر رضا عن صور ابدانهم (القحطاني، 1434هـ).
ولکي تحقق الفتاة مستوى من الرضا عن صورة جسدها بشکل سريع، قد تلجأ في بعض الأحيان إلى ممارسة الحميات القاسية والأساليب الغذائية الخاطئة ، وتتمثل مراحل فقدان الوزن في البداية من خلال إنقاص المعدل الاجمالي لاستهلاک الطعام ومن ثم استبعاد الأطعمة التي تعتبر مرتفعة السعرات الحرارية وتنتهي بإتباع نظام غذائي صارم جدا يقتصر على اطعمة قليلة محدده ، و تزداد العناية بقضية زيادة الوزن وحجم الجسم سواء بإجراء الوزن بشکل متکرر والقياس الوسواسي لأجزاء الجسم أو استخدام المرآه دائما للتأکد من شکل الجسم ( يوسف، 2000م).
وقد تلجأ الفتاة ايضا الى ممارسة أساليب اخرى غير الحمية مثل رفض الطعام أو التقيؤ المتعمد بعد الأکل مباشرة للحصول على وزن جسم أقل مما قد يهدد حياتها بالموت جوعا ويطلق عليه بالتجويع الذاتي المرضي ويقصد بذلک اضطراب فقدان الشهية العصبي (شقير،2002م).
ويعد اضطراب فقدان الشهية العصبي أحد اضطرابات الأکل ويتميز بالتحديد الدقيق الذاتي للوجبات والطرق والسلوکيات غير الصحيحة لتناول الطعام والنقص الواضح في الوزن والخوف الشديد من زيادة الوزن مع الاختلال الواضح في شکل الجسم والشعور الدائم بالبدانة وضرورة نقصان الوزن لأقل من 15% من الوزن الطبيعي للجسم (شقير، 2002م).
وتتراوح نسبة انتشار فقدان الشهية العصبي في العالم ما بين 0,2- 0,8 % ويظهر في سن المراهقة وتؤکد الأبحاث انه يبدأ في سن بين 14- 18 سنة  عبدالرحمن ، 2014م).
ومن خلال تلک الاحصائيات يتبين لنا انتشار تلک المشکلة في مرحلة المراهقة بشکل اکبر، ولما لهذه المرحلة من أهمية لکونها تمثل المرحلة الحساسة في المراحل العمرية للإنسان حيث أنها تحدد مستقبله الى حد کبير ويمر من خلالها في کثير من الصعوبات، لذلک يحتاج فيها المراهق الى من يأخذ بيده ويعاونه في تخطي العقبات (مخيمر، 2000م).
وفي ضوء ما سبق، يتبين مدى اهمية استکشاف العلاقة بين ممارسة الحمية الغذائية وکل من صورة الجسم وفقدان الشهية العصبي لدى طالبات المرحلة الثانوية بمدينة الرياض.

تَملك شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة مكتبتها الخاصة، والتي استطاعت أن تؤسسها بأحدث المراجع العربية والأجنبية، وتستطيع توفير المراجع والدراسات العربية والأجنبية في العديد من التخصصات بما يخدم موضوع دراسة الباحث سواء أكانت مراجع عربية أم أجنبية

 وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل