دور معلم المرحلة الثانوية في تعزيز قيم المواطنة لدى الطلاب من وجهة نظر المشرفين التربويين
|
ملخص الدراسة:
من نعم الله على هذه البلاد أن منحها مکانة عظيمة، وميزها عن سائر البلدان .ففيها قبلة المسلمين ، والحرمين الشريفين ومنها انطلقت رسالة الإسلام الخالدة للبشرية جمعاء، فنشرت قيم الخير,والعدل والسلام.
وتقديراً لهذه المکانة التي وهبها الله لهذه البلاد، فقد أولت حکومتها الرشيدة ومنذ تأسيسها عملية التعليم جل اهتمامها فنشرت العلم بين أفراد المجتمع، وأنشأت لذلک المدارس والجامعات ، ووفرت الإمکانات في سبيل بناء الإنسان وتنميته، تحقيقاً لأهم أهداف التربية المنشودة وهو إعداد المواطن الصالح المخلص في خدمة وطنه وأمته الإسلامية التي ينتمي إليها.
والمملکة شأنها شأن المجتمعات المعاصرة تشهد تحولات اجتماعية واقتصادية نتيجة التطورات السريعة في مجال العلم والمعرفة، والقفزات التکنولوجية الهائلة، وتنوع وسائل الاتصال، وتعدد برامج التواصل الاجتماعي، وهذا بدوره أحدث خللاً في منظومة القيم لدى أفراد المجتمع، في ظل انتشار بعض الآراء المتطرفة والدعوات الهدامة التي تستهدف وحدة الأمة وتهدد استقرارها.
إن التربية التي نتوخاها لتنشئة أجيالنا في خضم هذه التغيرات ينبغي أن توازن بين خصوصية الهوية وعالمية الانتماء، وهذا لا يتم إلا بتربية أبنائنا على التمسک بثوابت الأمة من قيم روحية أصيلة بشکل يجعلهم بمأمن من الضياع والانحراف، وأن نغرس فيهم قيم المواطنة والولاء بهدف تحصينهم من الأفکار المشبوهة، وإعدادهم إعداداً علميا يکسبهم العلوم والمعارف والمهارات اللازمة لتأهيلهم للتلاؤم مع المتغيرات والمستجدات العالمية، وبالتالي مواکبة التحديات).النفيسي، 2011)
وفي هذا السياق يشير العنزي(2015) فيما ينقله عن (عمار، 1998) إلى أن تنمية المواطنة لدى الطلاب تعد من أهم سبل مواجهة التحديات والتطورات المستقبلية، حيث أن المستقبل الحقيقي تصنعه سواعد المواطنين وعقولهم. وبذلک فإن إکسابهم قيم المواطنة يعد الرکيزة الأساسية للمشارکة الإيجابية والفاعلة في التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
والمدرسة بصفتها المؤسسة التي تجمع أبناء الوطن بمختلف خلفياتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفق رؤية فلسفية محددة، يقع على عاتقها مسؤولية تنمية قيمهم الوطنية . فهي ليست معهدا للتثقيف العلمي والتربوي فقط، بل هي مصنع تعد فيها شخصيات المستقبل للالتحاق بالجامعة في الإنتاج والخدمات والدفاع الوطني لصالح المجتمع، وهذا بدوره يعمق ويقوي الانتماء الوطني لدى الطلاب على أن يتجسد ذلک في صورة سلوک يدعم بناء الوطن وتقدمه .(البکر، 2008)
إن المعلم يعد اللاعب الأساس في المؤسسة التربوية بحکم قربه من الطلاب وتفاعله المباشر معهم، ولذلک عليه أن يمارس دوره بفاعلية وکفاءة في تنمية وتعزيز قيم المواطنة لديهم. وهنا يؤکد الدوسري ( 2014) على أن الممارسات الايجابية التي يقوم بها لابد أن يساعده في إيجادها علاقات منسجمة في المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية.
ومعلم المرحلة الثانوية بالذات يواجه تحديا خاصا في هذه المرحلة التي يمر فيها الطالب بعدد من التغيرات الجسمية والنفسية والعقلية التي عادة ما يصاحبها ظهور مجموعة من الحاجات کحاجته إلى الأمن والاستقلالية، وهذا لا يتحقق إلا إذا قام المعلم بدوره بخلق التوازن النفسي للطالب بعد أن يعرف ماله وما عليه تجاه وطنه.وهذا ما أوصت به دراسة القحطاني (1432) حول ضرورة تدريب المعلمين على تدريس قيم المواطنة وبناء مقاييسها.
وقد أکدت العديد من الدراسات على أهمية تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب منها دراسة زقاوة (2015) التي أوصت بضرورة تدعيم البرامج والمقررات التعليمية بقيم ترسخ مفهوم المواطنة لدى الطلاب مثل أداء الواجبات الشخصية والعامة والولاء والالتزام والشعور بالانتماء، ودراسة هابمبدن تومسون وآخرون( Hampden-Thompson, Gillian; Jeffes, Jennifer; Lord, Pippa,2015) التي أوصت بضرورة تطوير مهارات الطلاب العملية ومهارات الکفاءة الذاتية اللازمة للتفاعل مع مجتمعاتهم وأوطانهم بشکل أوسع.
وبناء على ما سبق، وإيمانا من الباحث بخطورة المرحلة العمرية التي يمر بها طلاب المرحلة الثانوية في ظل التطورات المتلاحقة، ونظرا لترکيز معظم الدراسات السابقة على الدور الذي ينبغي أن تلعبه المؤسسة التعليمية ککل في تنمية قيم المواطنة لدى الطلاب، ولأن المعلم هو أحد عناصر العملية التربوية المؤثرة، فقد ارتأى الباحث أن يتعرف على دوره في إکساب قيم المواطنة لطلاب المرحلة الثانوية من وجهة نظر المشرفين التربويين.
تَملك شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة مكتبتها الخاصة، والتي استطاعت أن تؤسسها بأحدث المراجع العربية والأجنبية، وتستطيع توفير المراجع والدراسات العربية والأجنبية في العديد من التخصصات بما يخدم موضوع دراسة الباحث سواء أكانت مراجع عربية أم أجنبية
وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل