أثر استخدام نموذج وين وبيرى (Winne &Perry) للتعلم المنظم ذاتياً في تدريس العلوم
على تنمية عادات العقل لدى طلاب الصف الثالث المتوسط
ملخص الدراسة:
شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين تطورات متسارعة، انعکست على منظومة التربية من حيث دورها وفلسفتها وسياستها ومناهجها وأساليبها. ومن أبرز هذه التطورات التقدم المذهل في کافة مجالات العلوم والتکنولوجيا وظهور عصر المعلومات والعولمة، مما اضطر العاملون في مجال التربية إلى تجديد النظام التربوي وتطويره لمواکبة المستجدات والتطورات الحديثة والتعايش معها واستثمارها. وقد رکز التطوير التربوي على المناهج ؛ لأنها تعتبر رکيزة العملية التربوية والوسيلة الفاعلة لتحقيق أهداف التربية التي ترمي إلى إعداد أفراد قادرين على النهوض بالأمة إلى أعلى المستويات ، والى التکيف مع هذه التغيرات والتطورات المستجدة ، وذلک عن طريق معرفتهم للوسائل والطرق والاهتمامات التي تسمح للطلبة بالتعلم الذاتي وتزودهم بمعارف تساعدهم في حل ما يعترضهم من مشکلات.فهناک اهتمام عالمي بالتعلم المنظم ذاتياً، ومهاراته في مجالات التعلم المختلفة، حيث ينبغي تدعيمه وتنميته في المراحل المبکرة للتعليم منذ الطفولة المبکرة، من أجل أن يتعلم الأطفال کيف يتعلمون وکيف يعالجون وينهلون معلومات لتحقيق الفهم، ولکي يصبحوا قادرين على معالجة مشکلات التعلم ( ثناء محمد، 2009؛ عبد الله، 2009). وانطلاقاً من أهمية دور العلوم الطبيعية کأحد مجالات التربية العلمية والتي تعد إحدى الوسائل " الفعالة " التي يعتمد عليها المجتمع في إعداد هؤلاء المتعلمين المنظمين ذاتياً، حيث إنه في ظل الانفجار المعرفي، ينبغي للمتعلم أن يستخدم الطرق العلمية للبحث والتفکير في توصله إلى البناء المعرفي للعلم، وهذا ما يتفق مع طبيعة العلم من حيث کونه بناء معرفي وطريقة للبحث والتفکير .
وتکمن أهمية التنظيم الذاتي في نوعية المتعلمين؛ حيث يشير تراث البحث التربوي إلى أن التعلم المنظم ذاتياً يظهر مزيداً من الوعي بمسؤوليته عن جعل التعلم ذو معنى, ومراقبة أدائه الذاتي, وينظر للمشکلات والمهام التعليمية باعتبارها تحديات, ويرغب في التغيير ويستمتع بالتعلم (لطف الله ,2012: 279).
ولذلک فمن الواضح أن التعلم المنظم ذاتياً من المجالات التي سوف يکون لها دور کبير في تطوير تدريس العلوم, لما يحتويه من قدرة على دعم الکثير من الجوانب التي يحتاجها تدريس العلوم خاصة في ضوء التطورات المتسارعة للمعرفة العلمية, التي يجب أن يکون الطلاب ذوي قدرات ومهارات يمکن أن يوفرها لهم التعلم المنظم ذاتياً, والمساعدة في تنمية احتياجات المتعلمين في جميع الجوانب وخاصة ما تتعلق بالفروق الفردية من اختلاف أنماط التعلم, وذلک من خلال نقل التمحور التقليدي للعملية التعليمية من المعلم إلى المتعلم .أکدت الکثير من الدراسات على ضرورة مساعدة الطلاب على تطوير عادات العقل لديهم ومحاولة وضع الأهداف التربوية بما يتناسب مع عادات العقل ، ولقد وضع العديد من التصورات لتطبيق نظرية عادات العقل في التعليم والاستفادة منها في تطوير وإکساب المتعلمين سلوکيات ذکية وايجابية وکذلک تطوير الذکاء العاطفي لديهم (عفانة,2013: 6). کما توصلت دراسات کل من الرابغي (2005)،وثابت )2006)،والکرکي(2007) إلى الأثر الفعال لعادات العقل في تنمية دافعية الإنجاز، وحب الاستطلاع المعرفي, والذکاء الوجداني ، والتفکير الناقد لدى الطلاب ،کما أکدت دراسة عمور(2005) فاعلية عادات العقل في تنمية التفکير الإبداعي الذي يعد المحور الأساسي الذي تتمرکز حوله جميع أنشطة تعليم.
تَملك شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة مكتبتها الخاصة، والتي استطاعت أن تؤسسها بأحدث المراجع العربية والأجنبية، وتستطيع توفير المراجع والدراسات العربية والأجنبية في العديد من التخصصات بما يخدم موضوع دراسة الباحث سواء أكانت مراجع عربية أم أجنبية
وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل