طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

نظرية السلوك المخطط لأجزن

2021/10/26   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(7148)

نظرية السلوك المخطط لأجزن

 

      يتناول المقال:

  1. أساسيات ومبادئ نظرية السلوك المخطط لأجزن.
  2. تطبيقات نظرية أجزن وأهميتها في الأوساط المشتغلة بالعلوم النفسية والسلوكية.
  3. بالإضافة إلى أشهر الانتقادات الموجهة لنظرية أجزن السلوكية.

 

نظرية السلوك المخطط مفهوم:

      تهتم شركة دراسة بالارتقاء بالمشتغلين بالعلوم النفسية والسلوكية، الأمر الذي دفعنا إلى تناول العديد من النظريات المتعلقة بهذا الباب مثل نظرية بياجيه في النمو المعرفي، ونظرية إيريك إيريكسون وغيرهم، وفي هذا المقال نتناول نظرية السلوك المخطط لعالم النفس أيساك أجزن (Icek Ajzen) والتي تعتبر واحدة من أشهر النظريات المفسرة للسلوك الإنساني، فقد سعى أجزن من خلال نظرية السلوك المخطط (Theory of planned behavior) إلى تحليل السلوك الإنساني، وقد أشار أجزن إلى أن قدرة الفرد على السيطرة على سلوكه تتناسب مع دوافعه لتحقيق ذلك السلوك، كما أن قدرة الفرد على ضبط سلوكه تتناسب مع كفاءته الذاتية (self-efficacy)، وتكمن أهمية السلوك المخطط لأجزن في أنها تقدم تحليلاً للسلوك الإنساني مما يساعد في فهم كيفية تشكيل السلوك. لذا سنتناول في هذا المقال:

  • مبادئ نظرية السلوك المخطط لأجزن.
  • أهمية وتطبيقات السلوك المخطط.
  • نقد نظرية السلوك المخطط.

 

 أولاً: مبادئ نظرية السلوك المخطط

      في نهايات القرن العشرين نشر عالم النفس أيساك أجزن (Icek Ajzen) نظرية السلوك المخطط (Theory of planned behavior)، والتي تعد توسيعاً لنظريته السابقة والتي تعرف بنظرية الفعل المعقول أو نظرية الفعل المبرر (Theory of reasoned action) الأمر الذي يشير إلى طول اشتغال أجزن بتحليل السلوك الإنساني وفهم دوافع السلوك البشري، مما أدى إلى مساهمته في إخراج نظريتين من النظريات المفسرة للسلوك الإنساني. وفي نظرية السلوك المخطط أكد أجزن على أهمية نوايا الفرد ودوافعه في تشكيل السلوك وأدائه، ووفقاً لنظرية أجزن فإن السلوك الإنساني يتعلق بثلاثة أمور:

  • المعتقدات السلوكية: وتمثل ما يعتقده الفرد بشأن النتائج المترتبة على أداء سلوك ما.
  • المعتقدات المعيارية: وتتمثل في رؤية الآخرين لهذا السلوك وتوقعاتهم من الفرد، بالإضافة إلى الدوافع التي تحمل الفرد على الامتثال لتوقعاتهم والسير وفق رؤيتهم.
  • معتقدات التحكم: تصور الفرد عن قدرته على أداء أو عدم أداء الفعل المطلوب.

فهذه الثلاثة تمثل أضلاع مثلث الفعل السلوكي حسب نظرية السلوك المخطط لأجزن، وبالمثال يتضح المقال، فإذا أرادنا تحليل سلوك شخص ما يريد أن يقلع عن التدخين، فإن المعتقدات السلوكية تتمثل في علم الفرد بخطر التدخين وأضراره الصحية، بالإضافة إلى ما يأمله من تحسن صحي بعد إقلاعه عن التدخين. أما المعتقدات المعيارية فتتمثل في الضغوط المجتمعية وهي رغبة الأشخاص المحيطين به في إقلاعه عن التدخين، مع رغبته هو في الامتثال لهم، وتتمثل المعتقدات المعيارية في رؤية الفرد نفسه قادراً على أن يقوم بتعديل سلوكه وترك التدخين، كل هذا يبني لدى الفرد ما يعرف بدافع السلوك أو نية السلوك، وهو ما يحمله على ترك التدخين وتشكيل سلوك جديد.

 

أهمية نظرية السلوك المخطط لأجزن

      لا شك أن النظرية السلوكية لأجزن تساعدنا في فهم السلوك الإنساني على نحو أفضل، حيث تعتمد على ملاحظة وتحليل السلوك الإنساني من خلال فهم الدوافع والنوايا المسببة له، وهنا تتجلى أهمية نظرية السلوك المخطط، الأمر الذي يساهم في تحسين عملية تغيير السلوك إلى الأفضل، كما أشرنا في المثال السابق حيث أراد الفرد الإقلاع عن سلوك التدخين. كما أن إدراك الآباء والقائمين على التربية لأساسيات الفعل المكونة للسلوك الإنساني يسهم في إكساب الأبناء سلوكيات نافعة، وتخليهم عن السلوكيات الضارة. وبالرغم من أهمية نظرية السلوك المخطط إلا أنها لا تزال عاجزة عن تحقيق أثر ملموس على أرض الواقع فيما يتعلق بتطبيقات النظرية، وهذا راجع بالأساس إلى التشكيك في فهم أجزن لتكون السلوك الإنساني، والتشكيك في أهمية نظرية السلوك المخطط، وهو ما سنتناوله في نقد نظرية السلوك المخطط لأجزن.

 

نقد نظرية السلوك المخطط لأجزن

لم تسلم نظرية السلوك المخطط لأجزن من النقد، حيث رأى العديد من علماء النفس وعلماء الاجتماع أن نظرية أجزن السلوكية قامت بتسطيح السلوك الإنساني وتقديمه في صورة مبسطة تتمثل في نوايا الفرد ودوافعه، لكن السلوك الإنساني أكثر تعقيداً من ذلك، ومن الانتقادات الموجهة إلى نظرية أجزن في السلوك:

  1. عجز النظرية عن تقديم تفسيرات للتغيير التلقائي للسلوك غير الصحي.
  2. عدم قدرة النظرية على التنبؤ بالتغيرات السلوكية طويلة الأمد.
  3. ظهور عمليات دفاع غير منطقية عند محاولة إقناع بعض الأفراد بخطر بعض السلوكيات وتوهم وجود اختلاف بينهم وبين الآخرين.
  4. عجز النظرية عن تقديم حلول عملية، خاصة لأولئك الذين يعانون من عادات سلبية متأصلة في روتينهم اليومي.

 

وأخيراً بالرغم من الانتقادات الموجهة إلى نظرية السلوك المخطط لأجزن.. إلا أنها تظل واحدة من أهم النظريات المفسرة للسلوك الإنساني من النواحي النفسية والاجتماعية؛ إذ أنها ما زالت فعالة في فهم السلوك الإنساني وتحليله استناداً إلى دوافع أصحابه ونواياهم، بالإضافة إلى تعديل السلوك البشري، خاصة تلك السلوكيات التي لم تأخذ وقتاً طويلاً، مما يبرز أهمية نظرية السلوك الإنساني لأجزن وإمكانية الاستفادة منها.

 

مراجع يمكن الرجوع إليه:

  1. أبو أسعد، أحمد عبد اللطيف (2011) تعديل السلوك الإنساني النظرية والتطبيق، دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  2. باتشيرجي، أنول (2017) بحوث العلوم الاجتماعية المبادئ والمناهج والممارسات، دار اليازوري العلمية.
  3. تيلور، شيلي (2008) علم النفس الصحي، عمان: دار الحامد.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

الوســوم

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك:

عضو فى

معروف المركز السعودي للأعمال المرصد العربي للترجمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هيئة الأدب والنشر والترجمة

دفع آمن من خلال

Visa Mastercard Myfatoorah Mada