طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

البرامج التعليمية الدولية المطبقة في بعض المدارس الأهلية في ضوء أهداف التعليم السعودي: دراسة تقويمية

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص الدراسة:

 

تزايدت مع مطلع الألفية الثالثة طموحات أولياء أمور الطلاب على المستوى الدولي، لإلحاق أبناءهم ببرامج تعليمية عالمية ودولية، تؤهلهم فيما بعد للحصول على أماکن أفضل في الجامعات المحلية والعالمية، والحصول على فرص مهنية أفضل في المستقبل.وفى هذا السياق ترى هايدن Hayden (2011, p.211) أنّ العولمة ساهمت في تدويل نظم التعليم الوطنية، وشجعت نمو أعداد المدارس الدولية في جميع أنحاء العالم. حيث حققت هذه المدارس جاذبيةمتزايدة للطلاب المغتربين، وکذلک لأولياء أمور الطلاب المحليين الذين يسعون لإحراز الميزة التنافسية لأبنائهم في السوق العالمية.
ولم يکن المجتمع السعودي ببعيد عن تلک التحولات العالمية، حيث تزايد الطلب الاجتماعي على البرامج التعليمية الدولية،واتسعت الشريحة المجتمعية التى تطمح لإلحاق أبنائها فى هذا النوع من التعليم،  ولقد تعددت الأسباب التي ساهمت فى زيادة الطلب الاجتماعي، منها: إرتفاع مستويات الدخول نتيجة الطفرة الاقتصادية والبترولية، وإرتفاع المستوى التعليمي لأفراد المجتمع، ورغبة أولياء الأمور في إتقان أبنائهم اللغة الانجليزية، وطموحاتهم المهنية والأکاديمية لأبنائهم، ووجود شريحة کبيرة من المقيمين تتجه للبرامج التعليمية الدولية لوجود اعتراف بها وبمخرجاتها على المستوى الدولي، أضف لذلک کله أوجه النقد الموجهة للتعليم الحکومي وضعف مستوى جودة مخرجاته.
واستجابة لهذه المطالبات المتزايدة تمت الموافقة على بدء البرامج التعليمية الدولية في بعض المدارس الأهلية بالموافقة السامية رقم (1962/ م ب) وتاريخ (13/3/1427 هـ.). وإدراکا من المسؤولين بالآثار التي قد تترتب على التطبيق غير المنضبط للتجربة، صدرت مجموعة من الضوابط حتى تسير التجربة في مسارها الصحيح الذى يتماشى مع أهداف وسياسة التعليم في المملکة، من ذلک الالتزام بتدريس مواد: التربية الاسلامية، واللغة العربية، والعلوم الاجتماعية وفق المناهج المقررة (أو المطورة) في التعليم العام، وأن تکون لغة تعليم هذه المواد هي اللغة العربية. وکذلک التأکيد على ألا يتعارض ما يُقدم في البرامج التعليمية الدولية أو المواد الإضافية مع الدين الاسلامي وقيم المملکة وسياستها وتاريخها وثقافتها   (وزارة التربية والتعليم، 2009، ص2).
وبالنظر إلى ماهية البرامج التعليمية الدولية، يتضح أنها برامج تعليمية صممت لمجتمع مختلف، استندت في بنائها إلى منظومة قيمية متجذرة في خبرة وتاريخ الدولة صاحبة المنهج، والتي تختلف عن منظومة القيم والأيديولوجيا التي تقوم عليها المجتمعات العربية والاسلامية. ومهما قيل عن متابعة واشراف الجهات الرقابية ذات الاختصاص، فإن المنهج الخفي قد يؤدى دوره في إعادة تشکيل هوية وانتماء طلاب هذه البرامج.
والجدير بالذکر أنّ البرامج التعليمية الدولية تستند إلى منظور التربية الدولية، والتي تسعى إلى تعزيز وترويج منظومة من القيم ذات توجه عالمي بين الطلاب بمايحقق الفهم المشترک والتعايش السلمي بين الحضارات والشعوب(, 2006, p.20Hayden) ويتفق جيمسJames (2005,p.317) مع ذلک بتأکيده على أنّ المدارس الدولية تعزز منظومة من القيم الإنسانية عبر الثقافية والبين شخصية بين طلابها بما يسهم في تشکيل الأفق الدولي والوعى متعدد الثقافات لتمکين الناس من تعلم العيش معا في تناغم وانسجام . وتؤکد دراسة باتسBates (2012) أنّ المدارس الدولية تسهم على نحو واضح من خلال مناهجها الدراسية، وطرق التدريس وأساليب التعليم والتقييم في تشکيل وترسيخ مفاهيم المواطنة العالمية لدى طلابها. ويشير سيرز Sears (2001, p.71) أنّ المدارس الدولية توفر بيئة تعترف بطريقة الطلاب الخاصة في الحياة، ويؤدى تنوع أعراق المشارکين وثقافتهم ونماذجهم في التفکير، إلى تشکيل هويات جديدة مرکبة،تشمل هذا المزيج المتنوع لهويات المشارکين.
ولعل الحديث عن قيم عالمية تسعى إلى ترسيخها البرامج التعليمية الدولية، لا يخرج عن إطار المنظور الغربي في تفسير العلاقات الاجتماعية والدولية، هذا المنظور يختلف في آلياته ووسائله عن المنظور الاسلامي، مما قد يؤدى إلى خلل وازدواجية في بناء شخصيات الطلاب السعوديين الملتحقين بهذه البرامج، يکون لها تأثيراته المستقبلية على نمطهم في الحياة والتعايش داخل مجتمعاتهم.
وربما يؤکد الخلاصة السابقة، أنّ"التعليم الأجنبي مَثّل على امتداد التاريخ والتجربة الانسانية العربية أداة من أدوات الغزو والتغيير الثقافي، وذلک لارتباطه الثقافي  بمسارات ثقافية وتربوية مفارقة لمعطيات الهوية الثقافية في العالم العربي (وطفة، والمطوع،2008، ص15). وفى هذا السياق يرى " عبد الجبار" أنّ المدارس الأجنبية رغم تميزها في طرائق التدريس وجاذبية مناهجها وأسلوب إدارة العملية التعليمية والتربوية فيها، إلاً أنها أداة للتغريب وترسيخ هوية ثقافية وانتماء مغاير للهوية الثقافية والانتماء للمجتمع العربي والاسلامي، وذلک لأنّ منظومة القيم التي تحتکم إليها المدارس الأجنبية مغايرة لقيم المجتمع الاسلامي (حسن، 2003، ص72).
وتزداد خطورة دور التعليم الأجنبي في التغيير الثقافي مع التوجه العالمي لبعض القوى الکبرى صاحبة هذه المناهج للتغيير الناعم فىأساليب تفکير وأيديولوجيات بعض الشعوب،تحت مسميات من قبيل: تشکيل قيم المواطنة العالمية، وبناء الوعى متعدد الثقافات، وتشکيل الأفق العالمي، وغيرها من المفاهيم التي لا تخلو من التأثير الثقافي.
وإذا کانت سياسة التعليم هي الموجهات العامة للنظام التعليمي، يشتق منها أهدافه العامة والفرعية لکل مرحلة من مراحله، وهى الاطار الذى تنتظم حوله مناهج التعليم وأنشطته. لذلک فإن موافقة نظام أو برنامج تعليمي ما لسياسة التعليم، يعنى فيما يعنيه أن يحقق البرنامج التعليمي أهداف المرحلة أو المراحل التعليمية التي يُدرس فيها. وعليه يمکن تقييم تجربة البرامج التعليمية الدولية ومدى تأثيرها في الهوية الثقافية والانتماء الوطني لطلابها من خلال الوقوف على مدى تحقيق هذه البرامج لأهداف المرحلة التي تقدم فيها.

 

 

تَملك شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة مكتبتها الخاصة، والتي استطاعت أن تؤسسها بأحدث المراجع العربية والأجنبية، وتستطيع توفير المراجع والدراسات العربية والأجنبية في العديد من التخصصات بما يخدم موضوع دراسة الباحث سواء أكانت مراجع عربية أم أجنبية

 

 

وفي الختام يمكنكم تحميل النص الكامل للبحث من خلال الضغط: تحميل النص الكامل

 

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: