كيفية إعداد الحقائب التدريبية
يسعى العديد من المدربين والخبراء إلى نقل خبراتهم لطلابهم عبر أقصر وأسهل وسيلة، ولا شك أن الحقائب التدريبية تعد واحدة من أهم السبل التي تسهل عملية التعلم، لذا يهتم المشتغلون بالتدريب بإتقان مهارات إعداد الحقائب التدريبية، ويبحثون عن إجابة شافية للسؤال التالي: كيف يمكن إعداد الحقائب التدريبية. ولا شك أن إعداد الحقيبة التدريبية يتطلب قدراً من المهارات والمقومات التي تمكن صاحبها من إعداد حقيبة تدريبية قوية ينتفع بها الطلاب، لذا فقد جعلنا هذا المقال دليلاً شاملاً إلى إعداد الحقائب التدريبية، ونتناول فيه أولاً المقصود بمصطلح الحقيبة التدريبية، وخطوات إعداد الحقائب التدريبية، والوسائل التي تكوَن الحقيبة والتي قد يستعين بها المدربون لشرح وبيان محتوى التدريب.
المقصود بالحقيبة التدريبية
لا شك أن مصطلح الحقيبة التدريبية قد طرق ذهنك مرة أو أكثر خلال الآونة الأخيرة، فلا شك أن وسائل التعليم والتعلم قد شهدت تطوراً عظيماً، نظراً لتطور العلوم وتطور التقنيات المختلفة، والتي سهلت التواصل بين المعلم والطالب، وحسنت نقل الخبرات والمعلومات والمهارات من المعلم إلى الطالب، لذلك فقد جاء مصطلح الحقيبة التدريبية بوصفه واحداً من منتجات التطور التقني والتعليمي. والمراد بالحقيبة التدريبية المحتوى العلمي الخاص بالدورات التعليمية أو البرامج التدريبية التي يحصل عليها الطلاب ابتغاء تنمية معارفهم أو زيادة مهاراتهم، مما يؤهلهم إلى الترقي الدراسي أو الترقي الوظيفي أو التأهل لسوق العمل.
كيفية إعداد الحقائب التدريبية
لا شك أن مهمة التعليم والتدريب تعتبر مهمة عظيمة، وتحتاج إلى الدقة والجهد، كما لا بد في المدرب أن يتحلى بالمهارات العلمية والتقنية والسمات الشخصية التي تؤهله للارتقاء بمستوى الطلبة والمتدربين، فالمهارات والمعارف العلمية يمكن للمدرب اكتسابها عبر دراسته وإتقان التخصص أو الحقل المعرفي الذي يريد التدريب فيه، أما السمات الشخصية فإنها غالبا ما تكتسب بالممارسة والمران، لذا فهي تأتى كثمرة لسنوات الخبرة الطويلة التي يقضيها المدرب في تدريب الطلاب والمتعلمين، ولعل إعداد الحقائب التدريبية يعد واحداً من تلك المهارات، والتي يمكن اكتسابها عبر اتباع الخطوات الآتية:
- تحديد الهدف المراد من الحقيبة التدريبية: لا شك أن أية حقيبة تدريبية قد تم صنعها وإعدادها لأجل هدف معين، وعادة ما يكون هذا الهدف هو إكساب المتدربين لمهارات أو تقنيات أو معارف معينة عبر برنامج تعليمي قابل للتدريس أو التنفيذ، وليس هذا مرادنا بالهدف، لكن ينبغي على المدرب أن يقوم بتحديد هدفه من الحقيبة التدريبية بمعنى، أن يحدد الغاية أو المستوى الذي يطمح أن يصل بالمتدربين إليه، ولذلك لا بد من فهم طبيعة المتدربين وقدرتهم على استيعاب المادة العلمية، ومن ثم تبسيط المادة العلمية أو التدرج في المستوى ليناسب جميع المتدربين.
- جمع المادة العلمية المكونة للحقيبة التدريبية: وهذه الخطوة تمثل حجر الأساس الذي يقوم عليه إعداد الحقائب التدريبية، فمن الضروري أن تتضمن الحقيبة التدريبية المادة العلمية بشكل واضح، لذلك لا غنى للمدرب عن جمع المعلومات ذات الصلة بالموضوعات التي يتم تدريسها في الدورة التدريبية، ويمكن للمدرب جمع المادة العلمية عبر الوسائل المختلفة المتاحة كالاطلاع على المجلات والدوريات العلمية، وشبكة الإنترنت بما تتضمن من محركات بحثية علمية متخصصة، بالإضافة إلى المراجع العلمية، مما يؤدي إلى تنوع مصادر المعلومات.
- كتابة المادة العلمية: بعد قيام المدرب بجمع المادة العلمية التي يحتاج إليها.. يأتي الدور على الخطوة الأهم والتي تمثل لُباب صناعة الحقيبة، إذ يتوجب على المدرب صياغة المادة العلمية في صورة برنامج تدريبي، يستطيع من خلاله تأهيل المتدربين لإتقان المهارات المستهدفة أو الحصول على المعارف المرادة. ولذلك يتوجب على المدرب أن يقوم أولاً بوضع تصور عام للبرنامج التدريبي وتحديد خطوطه العريضة، قبل القيام بإضافة التفاصيل المندرجة تحت العناوين الكبرى، فإذا تمت كتابة البرنامج.. عرضه على الخبراء المتخصصين ليدلوا برأيهم فيه، فيروا إن كان ثمت ما ينبغي إضافته أو حذفه أو إعادة صياغته أو تعديله، ليتناسب مع الطلاب المتدربين ومستوياتهم.
- الأمثلة التطبيقية: وهذه الخطوة تقع ضمن الخطوة الثالثة من خطوات إعداد الحقائب التدريبية، وقد ذكرناها مفردة نظراً لأهميتها، فلا شك أن الأمثلة تبسط الأفكار المجردة، وتزيدها بياناً وإيضاحاً، ولذلك قيل: بالمثال يتضح المقال، إذ إن تحويل المعاني الذهنية إلى أمثلة مصورة يساعد الذهن على حسن استقبال المعلومة واستيعابها، بالإضافة إلى أن الأمثلة أكثر التصاقاً بالذاكرة من الأفكار المجردة، الأمر الذي ينبغي أن يلتفت إليه المدرب ويوليه مزيداً من العناية، لما يترتب عليه من تحسين الحقيبة التدريبية وتجويدها.
وسائل يستعين بها المدربون لبيان المحتوى العلمي للحقائب التدريبية
تتعدد الوسائل والتقنيات التي تمكّن المدربين من إيصال المعلومات والخبرات بكفاءة إلى المتدربين، ومن هذه الوسائل:
- السبورة العادية: ولا شك أنه قد أصبح من النادر استخدام السبورة العادية خاصة في هذه الأيام، إلا أنها كانت وما زالت وسيلة فعالة للتواصل مع الطلاب المتدربين وتعليمهم، ولعل أهم ما يميز هذه السبورة العادية، هو التفاعل الحي بين المدرب والمتدرب، الذي يتجلى عند كتابة سطر بسطر، على عكس التقنيات الحديثة التي سبق إعدادها.
- جهاز عرض البيانات (البروجيكتور): وهو واحد من التقنيات الحديثة نسبياً، والتي تمكن المدرب من عرض محتويات الحقيبة التدريبية بسلاسة ويسر، ولعل الميزة الأكبر للبروجيكتور هو أنه يمكن المدرب من عرض الوسائط المتعددة المكونة للحقيبة التدريبية.
- الشاشات المسطحة: وهي أشبه في مزاياها وعيوبها بجهاز عرض البيانات، وتتفوق عليه في دقة العرض ووضوح الصورة، وتتميز كذلك بقدرتها على عرض الوسائط المتعددة، عن طريق ربطها بالحاسب الآلي لعرض محتويات الحقائب التدريبية.
- الرسومات والجداول والخرائط الذهنية: تعتبر الخرائط الذهنية أو المشجرات من أهم الوسائل التي ينبغي على المدرب الاستعانة بها لتوضيح المعلومات وجمع ما تناثر منها، مما يساعد على تنظيم المعلومات وتنسيقها في ذهن المتدرب، كما أن الرسومات التوضيحية لا بد أيضاً من الاعتماد عليها أثناء إعداد الحقائب التدريبية.
- عروض الحاسب الآلي: والتي يمكن تصميمها عبر برنامج الباوربوينت وغيره من البرامج التي يمكن للمدرب استخدامها أثناء إعداد الحقائب التدريبية، مما يسهل على المتدربين فهم واستيعاب المادة العلمية.
وختاماً نرجو أن نكون قد وفقنا في عرض موجز - في غير إخلال - لكيفية إعداد الحقائب التدريبية، آملين أن يكون هذا المقال أداة ينتفع بها المدربون في إتقان صناعة الحقائب التدريبية، وتطوير البرامج التعليمية من أجل الارتقاء بالمنتج المتمثل في الطلاب والمتدربين.