تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أطلقت المملكة رؤية 2030 التي تعكس رؤية سمو ولي العهد لمستقبل هذا الوطن وسبل النهوض به، والارتقاء بالمجتمع السعودي، عبر تسخير الإمكانات التي تمتاز بها المملكة واستعمال نقاط قوتها، في تحقيق الطموحات المعلقة بهذا الوطن العظيم، لذلك جاءت هذه الخطوة قبل خمس سنوات للإعلان عن رؤية السعودية 2030 ، وخلال السنوات الخمس الماضية تم تحقيق العديد من الإنجازات ذات الأثر الملموس على مستوى الفرد والمجتمع، وقد استشعر الجميع الإصلاحات الاقتصادية والمجتمعية التي تمت على يد سمو ولي العهد، الأمر الذي يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح ضمن سعينا لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 .
وقد أعلن سمو ولي العهد عن برنامج "تنمية القدرات البشرية" وهو واحد من البرامج التي تسعى المملكة من خلالها إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 عبر تنمية قدرات المواطنين ورفع كفاءتهم، بغية تعزيز التنافسية بين القدرات البشرية، على الصعيدين المحلي والعالمي. وتستهدف المملكة من هذا البرنامج إعداد مواطن ذي إمكانات وطموحات، جاهز لسوق العمل، وعلى كفاءة عالية تمكنه من منافسة العالم، وسبيل المملكة إلى ذلك يمر عبر تطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، ليكون المواطن أول لبنة في جدار تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 .
وقد جاء برنامج "تنمية القدرات البشرية" شاملاً لكل شرائح المجتمع، مستهدفا تطوير قدرات جميع المواطنين، بداية من مرحلة الطفولة ومروراً بطلبة الكليات والمعاهد المهنية والتقنية والخريجين والعاملين في سوق العمل، بهدف بناء مواطن مؤهل لسوق العمل، وإكسابه المعرف والمهارات والتقنيات اللازمة التي تمكنه من القيام بدور فعال في بناء اقتصاد وطني متين قائم على سواعد أبنائه. لذلك فقد جاء برنامج "تنمية القدرات البشرية" رحلة طويلة تتضمن 89 مبادرة، والهدف من هذا العدد الضخم من المبادرات المساهمة في تحقيق ستة عشر هدفاً من أهداف رؤية المملكة 2030 .
وتقوم مبادرات برنامج "تنمية القدرات البشرية" على ثلاث ركائز أساسية، وتأتي ضمن هذه المبادرات مبادرة تعزيز التوسع في رياض الأطفال التي تهدف إلى المساهمة في تنمية قدرات الأطفال منذ سن مبكرة، بالإضافة إلى العمل على تنمية مهاراتهم الشخصية. كما تتضمن مبادرة التوجيه والإرشاد المهني للطلاب بهدف تأهيلهم للالتحاق بسوق العمل، من خلال تمكين الطلاب من اختيار توجهاتهم المهنية عبر تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة ليرسم كل طالب خطة التنمية الشخصية الخاصة به، مما سيكون له عظيم الأثر في إعداد الطلاب لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، هذا بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي تستهدف تطوير المواطنين وتأهيلهم وإكسابهم المهارات اللازمة، عبر المساهمة في إتاحة فرص التعلم مدى الحياة، لزيادة معدل توظيف المواطنين، وتمكين المبدعين وأولي الكفاءة من أجل بناء مجتمع يمتلك القدرات والمهارات اللازمة لسوق العمل الحالي والمستقبلي محلياً وعالمياً ويساعد في تحقيق رؤية السعودية 2030 .
ويأتي برنامج "تنمية القدرات البشرية" ضمن رؤية السعودية 2030 التي ترنو إلى إكساب المواطنين المهارات اللازمة، بما في ذلك المهارات الرقمية كتحليل البيانات، ومهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير الإبداعي، للتقدم بالمجتمع السعودي إلى مصاف المجتمعات التي تتنافس لتحقيق النهضة والتقدم في القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على تعزيز قدرات المواطنين، وتأهيلهم للمشاركة في تشييد بناء الوطن، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 .