نمو الطفل مرحلة رياض الأطفال (من عمر 4-6 سنوات)
أظهرت سلسلة اليونيسف للطفولة المبكرة (3) إن النمو الجسمي يسير عند كل الأطفال من الداخل إلى الخارج ومن أعلى إلى أسفل وكل جانب من جوانب النمو والتطور يعتمد على سلامة التطور في الجوانب الأخرى أي لا يمكن أن ننظر إليه، منفردا بل هو حلقة متصلة. كذلك فإن مرحلة النمو و التطور الواحدة تسير بسرعات متفاوتة، ففي فترات عمريه تكون سريعة و أحيانا تكون متوسطة و أحيانا تكون بطيئة .إن جميع جوانب النمو و التطور عند الطفل لا تسير مع بعضها البعض بنفس السرعة او بنفس التباطؤ في المراحل العمرية المختلفة، وكل مرحلة من مراحل التطور عند الطفل تعتمد على المراحل التي سبقتها و تتأثر بها وتؤثر في المرحلة التي تليها ، أي إن النمو الجسمي للطفل الذي يكون في عمر 3 سنوات يعزى الى أن نموه الجسمي كان جيدا في العامين السابقين ، كما ان النمو الجسمي الجيد للطفل الذي يكون في عمر 3 سنوات يؤثر ايجابا في النمو الجسمي للطفل في سنته الرابعة من العمر .حيث انه لا يمكن العمل على تسريع عملية النمو و التطور لأي بعد من الأبعاد، ولا في أي مرحلة من المراحل دون أن يتم كل شيء في الزمن الطبيعي لحدوثه ، لأن التدريب وحده لا يكفي بل إنه ملازم للنضج الوظيفي للأعضاء .ويمكن ان يتشابه ويتقارب أطفال العمر الواحد، في بعض المراحل التي تعقب التطور الواحد إذا كانوا في حالة طبيعية سليمة و معافاة، وليس بالضرورة أن يكونوا متساويين في النمو والتطور بشكل دقيق لأن كل فرد له خصوصية .
ان جميع مظاهر النمو والتطور المختلفة تشكلها البيئة والوراثة معا، وهذا يقتضي توفير كل وسائل الوقاية والحماية لهما، لان حماية ووقاية جميع جوانب التطور من الإعاقة أسهل من معالجة مشكلة تحدث في النمو والتطور وغالبا ما تكون الوقاية أقل جهدا وأوفر وقتا. ولأن أي مشكلة أو إصابة لأي جانب من جوانب التطور لن تكون منفصلة في تأثيرها على الفرد، بل ستؤثر في جميع جوانب نشاطاته وعلى أبعاد نموه وتطوره المختلفة.
خصائص نمو طفل رياض الأطفال: تهدف دراسة نمو الطفل في هذه المرحلة إلى فهم الخصائص البارزة لهذا النمو في النواحي الجسمية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ومن هذه الخصائص ما يلي:
النمو الجسمي والفسيولوجي: إن الأطفال الذين ينمون جيدا أكثر من أقرانهم يمكنهم أن ينافسوهم في النشاطات الحركية المختلفة، أما إذا كان نموهم متأخرا عن أقرانهم فقد يعقيهم ذلك في المنافسة. فجميع التغيرات التي تعتري جسم الكائن الحي غايتها اكتمال النضج ودوره الهام. (هومز، 1988). كما يحدث النمو الجسمي باستمرار ويظهر ذلك خلال ملاحظتنا لزيادة الأطفال في الحجم وفي اختلاف التغيير الحاصل في ذلك. وفي نسبة هذا التغيير، ولا تعد كل زيادة في الوزن دلالة على الصحة، (عدس، 1995). وحدد هومز (1988)عن نسب أقسام الجسم حيث تكون نسبة الرأس إلى الجسم بين عامي (2-6) سنوات أقل مما كانت عليه في الفترة السابقة في حين تزداد نسبة الساقين إلى الجسم " مثال الطفل الذي بعمر سنتين يشكل رأسه 20% من طول الجسم ، وأن الساقين تؤلفان 34% من طول الجسم في حين أن الطفل الذي بعمر خمس سنوات يشكل الرأس لديه 16,5% من المجموع الكلي للطول وتؤلف الساقان 44% من طول الجسم ، مقابل ذلك فإن رأس الإنسان البالغ يشكل 10% فقط من طول الجسم بينما الساقان يشكلان 50 % من طول الجسم .تستمر الزيادة في الوزن والطول بمعدل 2 كغم سنويا خلال الأعوام من 3 – 6 ويكون معدل الزيادة السنوية في الطول حوالي 4-6 سم كل سنة خلال الفترة نفسها. (اليونيسف، سلسلة 3)
الجهاز الحركي: تطول العظام الطويلة وتقسو وتتضخم العضلات وتكون ضخامة العضلات أكثر وضوحا في الذكور، كما تزداد قوة العضلات وتظهر عظام جديدة في اليدين والقدمين والكاحل لتلبية حاجات الجهاز الحركي تزداد قدرة الجهاز الدوراني (الجهاز القلبي، الدماغي) والجهاز التنفسي.
الجهاز العصبي: يتكون الجهاز العصبي من المخ و النخاع الشوكي ويسكن المخ الجمجمة ويسكن النخاع قناة عظمية تتشكل من الفقرات وللجهاز العصبي وظيفتان رئيسيتان جسمية وحركية، يتلقى الدماغ المعلومات عن المحيط الخارجي وعن الجسم ووضعه في ذلك المحيط و بناء على ذلك تصدر مناطق السيطرة العليا في الدماغ أوامر للجهاز الحركي فتتم الحركة .وعندما تنظر إلى الدماغ على أنه القائد الأعلى الذي يلقي الأوامر فمن المناسب أن تنظر إلى المخيخ على أنه المنسق الذي ينسق الحركة ويتبع توازنها ، والمخيخ ينظم الحركات الكبيرة كالوقوف والمشي وأيضا الحركات الدقيقة كالرسم والكتابة والعزف، ولولا المخيخ لما كان بالإمكان المشي المتوازن و أداء الحركات الكبيرة وكذلك تنفيذ المهارات اليدوية الدقيقة والانسجام بين الحركة والتوازن .(اليونسف، سلسله،3).
العوامل المؤثرة في النمو الجسمي للطفل:
- الحركة
- التغذية
- الراحة
- العادات الصحية مثل النوم المنتظم
- الوقاية من الأمراض.
وتضيف نشرة اليونيسف أن هنالك عوامل أخرى تؤثر في النمو الجسمي وهي:
الحرمان العاطفي: يدفع الغدة النخامية للتوقف عن إفراز هرمون النمو
الوراثة والبيئة: التفاعل بين الوراثة والبيئة السليمة ومن العلماء الذين بحثوا في أهمية البيئة الغنية العالم هانت أشار في كتابه المشهور الذكاء والخبرة إلى أن النمو الحركي لا يكون طبيعيا عندما يحرم الطفل من المثيرات المبكرة. وكذلك بينت دراسات دينيس، أن الحرمان من المثيرات الحسية الباكرة التي تؤدي لتخلف التطور حتى لو كان الجهاز الحركي سليما بحد ذاته ويؤكد كل من بياجيه وبرونر ما سبق ويشيران بشكل متكرر إلى أهمية تنوع وتغيير المثيرات البيئية.