طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

نظرية التعلم بالاكتشاف

2021/01/17   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(15347)

نظرية التعلم بالاكتشاف

يعتبر جيروم برونر هو مؤسس نظرية التعلم بالاكتشاف على الرغم من تشابه أفكاره مع كتاب آخرين كجوي ديوي، ويصرح جيروم برونر بأن ممارسة الفرد للتعلم بالاكتشاف بنفسه تعلمه كيفية الحصول على معلومات تساعد في حل المشاكل، وأشيرت إلى هذه العملية لاحقاً بمسمى نظرية التعلم بالاكتشاف.

التعلم بالاكتشاف:

على النقيض من طرق التدريس الكلاسيكية التي يكون فيها المتعلم عادةً سلبياً ويتوقع أن يستوعب المعرفة التي قدمها المعلم، يقدم التعلم بالاكتشاف نهجاً يركز على المتعلم، والتعلم بالاكتشاف هو طريقة للتعلم قائمة على الاستفسار أو الاستقصاء، ويعتقد أنه من الأفضل للمتعلمين اكتشاف الحقائق والعلاقات بأنفسهم، وهو يحدث في حالات حل المشكلات؛ حيث يعتمد المتعلم على خبرته السابقة والمعرفة الموجودة لاكتشاف الحقائق والعلاقات الجديدة التي يجب تعلمها، ويتفاعل الطلاب مع العالم من خلال استكشاف الأشياء ومعالجتها، أو الخوض في الأسئلة والخلافات، أو إجراء التجارب.

ونتيجة لذلك، قد يكون الطلاب أكثر عرضة لتذكر المفاهيم والمعرفة المكتشفة بأنفسهم، وتشمل النماذج التي تستند إلى نموذج التعلم بالاكتشاف ما يلي: الاكتشاف الموجه، التعلم القائم على حل المشكلات، التعلم القائم على المحاكاة، التعلم القائم على الحالة، التعلم العرضي، من بين أمور أخرى.

ويتمثل جانب آخر من التعلم بالاكتشاف في الفشل، والذي يُنظر إليه على أنه عنصر مهم للتعلم لدرجة أن المتعلم لم يتعلم أي شيء حقاً إذا لم يفشل أثناء عملية التعلم. 

أنواع التعلم بالاكتشاف:

يتكون التعلم بالاكتشاف من ثلاثة أنواع وهم الاكتشاف الموجه، وشبه الموجه، والحر أو غير الموجه؛ فالاكتشاف الموجه يتم تزويد المتعلمين فيه بمعلومات تكفيهم ليكون لديهم خلفية وبالتالي تضمن نجاحهم في اكتشاف المفاهيم، أما الاكتشاف شبه الموجه فيقدم فيها المعلم المشكلة للمتعلمين مع بعض التوجيهات العامة التي لا تفيد وبالتالي يساهم في تنشيط نشاطه العقلي، أما الاكتشاف الحر أو غير الموجه وهو أفضلهم، فيعطى المتعلمين فيه مشكلة معينة ويكون لهم حرية التصرف في حلها من خلال وضع الفروض وتصميم وتنفيذ التجارب.   

سمات التعلم بالاكتشاف:

تتمثل السمات الرئيسية للتعلم بالاكتشاف في:

  • الاستكشاف وحل المشكلات؛ مما يحفز المتعلمين على الاقتراب بنشاط من إنشاء واكتساب وتعميم المعرفة الجديدة بدلاً من التعرض السلبي للمحاضرات والممارسات
  •   تحمل مسؤولية التعلم وذلك من حيث قدرة المتعلم على اختيار وتيرة التعلم الخاصة به
  • بناء معرفة جديدة من الموجود

أهمية التعلم بالاكتشاف:

يزود التعلم بالاكتشاف الطلاب بالخبرات والسياقات التي تجعلهم مستعدين وقادرين على التعلم، وتكون تلك العملية منظمة بطريقة حلزونية بحيث يستمر الطالب في تطوير المفاهيم المكتسبة بمزيد من التفاصيل، وتسهيل الاستقراء الذي يمكن الطالب من تجاوز المعلومات المقدمة، كما يساعد الطلاب في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج والتعامل مع المشكلات الجديدة، كما يوفر للمتعلم فرصاً عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي، ويشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم، كما يساعد على تنمية الابداع والابتكار، ويزيد من دافعية الطلاب نحو التعلم كنتيجة للتشويق الذي يقدمه أثناء عملية اكتشاف الطالب للمعلومات بنفسه.

ويتمثل دور المعلم في مثل هذه العملية التعليمية في إما تزويد الطلاب بالمعلومات عند الضرورة (الاكتشاف الموجه) أو عدم تزويدهم بالمعلومات على الإطلاق (الاكتشاف غير الموجه).    

النقد الموجه للتعلم بالاكتشاف:
تعرض التعلم بالاكتشاف للعديد من الانتقادات مؤخرًا منها عدم كفاءة التعلم بالاكتشاف وخاصةً للمتعلمين المبتدئين، والتأثيرات الإيجابية القوية للتوجيه الموجه والأمثلة العملية وهذا أمر مستبعد من التعلم بالاكتشاف، وباختصار، يواجه المتعلمون مشاكل في جميع العمليات المميزة للتعلم بالاكتشاف مثل ذكر الفرضيات وتصميم التجارب وتفسير البيانات وتنظيم عملية التعلم (المراقبة والتخطيط).

التطبيق الناجح لأسلوب التعلم بالاكتشاف:

لاستخدام أسلوب التعلم بالاكتشاف بشكل فعال في الفصل الدراسي، لا يحتاج المعلم إلى المرونة فحسب، بل يحتاج أيضًا إلى التحضير الجيد والتنظيم، وأن يكون لديه فهم لكيفية كون ما يتم اكتشافه في الفصل ذا قيمة تربوية ويمكن أن يمنح الطالب مزيداً من الفائدة. لذلك، يحتاج المعلمون إلى أن يكونوا قادرين على مساعدة الطلاب، الصغار منهم والكبار، على تعلّم كيفية طرح الأسئلة التي ستساعدهم على فهم محيطهم بشكل أفضل.

كما يتعيّن على معظم المعلمين أن يأخذوا دروسًا في علم النفس التنموي موجهة بشكل خاص إلى العمر الذي يرغبون في العمل معه. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المدرسين الذين يستخدمون أسلوب التعلم بالاكتشاف أن يتفاعلوا مع الطلاب لمعرفة الأنشطة التي يفعلوها، ونوع الأسئلة التي يتم طرحها، ومساعدتهم على تطبيق أي مهارات جديدة قد تكون ضرورية لحل المشكلات واستخلاص النتائج.

التعلم بالاكتشاف ودور المعلم المحوري:

كما ذكرنا آنفاً، فإن للمعلم دوراً محورياً في تطبيق التعلم بالاكتشاف بشكل فعال وذلك من خلال:

  • إعداد مواد تعليمية ملائمة ومناسبة لتنفيذ الدرس وفق أسلوب التعلم بالاكتشاف.
  • تحديد أهم المفاهيم العلمية والعملية التي سيتم تعليمها للمتلقي وطرحها بأسلوب التساؤل أو المشكلة أو العائق لتحفيز الطالب على الحل أو الإجابة.
  • إعداد الأنشطة المختلفة والتجارب المناسبة اللازمة لتنفيذ الدرس الاكتشافي على أكمل وجه.
  • مساعدة الطلاب على تطبيق ما تعلموه من خلال دمج التجارب التي يتم تطبيقها بالدرس بأنشطة من الحياة الواقعية.

نصائح مهمة عند استخدام أسلوب التعلم بالاكتشاف:

يعتمد التعلم بالاكتشاف بشكل رئيسي على الاستفسارات واستكشاف الذات. حيث يُمنح المتعلمون الفرصة لإجراء البحوث وبناء المهارات والنظر في المشكلة من كل زاوية، مما يسمح لهم بالتفكير في الموضوع وتحديد معنى للمفاهيم والأفكار الأساسية. وفيما يلي بعض النصائح لدمج أنشطة التعلم بالاكتشاف في النموذج التعليمي.

  1. يجب على المعلم محاولة دمج تجارب من العالم الحقيقي بأنشطة دروس التعلم بالاكتشاف. فالتعلم بالاكتشاف يعتمد بشكل كبير على حل المشكلات بالاعتماد على التوجيه الذاتي. حيث يمكن للمتعلمين فحص كل جانب من جوانب المشكلة وتقييم النتائج المحتملة. ومع ذلك، يجب أن يكونوا قادرين على الارتباط بالموضوع المعني وتطبيق معرفتهم في الحياة الواقعية. لهذا السبب، يجب أن بتم دمج بعض المواقف والتحديات من العالم الحقيقي الواقعي في الدرس.
  2. طرح أسئلة تثير الفكر. فالسؤال المصمم جيدًا لديه القدرة على إثارة المناقشات وإثارة التفكير الذاتي. لذا، يجب البدء بسؤال معيّن موجه يشجع المتعلمين على تقييم الموقف. كما يجب أن يسمح لهم أيضًا بفحص إدراكهم الخاص. ولكن يجب التأكد من أن السؤال مقنع وليس محيّرلً للبعض أو مثيرًا للجدل، بحيث يمنح الجميع الفرصة للتفكير في الموضوع.
  3. لا يتعلق التعلم بالاكتشاف فقط بحل المشكلات، ولكن المهارات والمعرفة التي يتعلمها المتلقون تتطور أثناء العملية. على سبيل المثال ، المواهب التي يشحذونها وهم يشقون طريقهم من خلال محاكاة المهام العملية أو الواقعية. على هذا النحو ، يجب أن يتم منحهم الفرصة لممارسة ما تعلموه  في السياق. لذا، يجب تضمين أنشطة جادة وسيناريوهات متفرعة تستخدم مهاراتهم وتختبر معرفتهم.
  4. تطوير مشاريع بحثية ذاتية التوجيه. بعد طرح مشكلة أو سؤال للمتعلمين، دعهم يبحثون في الموضوع بشكل مستقل. فبفضل التكنولوجيا الحديثة وكثرة المصادر، يتمتع المتعلمون بجميع الموارد التي يحتاجونها للبدء.

نقد التعلم بالاكتشاف:

من الحكمة فحص جميع جوانب نموذج التعلم بالاكتشاف قبل تحديد ما إذا كان هذا هو أفضل نهج تعليمي يمكن اتباعه. بالإضافة إلى ذلم، فإن هناك بعض النقاد الذين يشككون في فعالية وجدوى نهج التعلم بالاكتشاف بناءً على الافتراضات التالية:

  • يعيق الاحتفاظ بالمعرفة يقول بعض المنتقدون أن المتعلمين قد يواجهون في هذا النمط التعليمي حمل إدراكي زائد ، نظراً لطبيعة ذاتية الحكم المعرفي والذي يركز على البحث بالدرجة الأولى. على سبيل المثال ، يجب على المتعلمين حل مشكلة باستخدام الموارد المتاحة دون أن تكون هناك إرشادات للمتابعة. على هذا النحو، قد يحصل المتعلمون على كمية كبيرة من المعلومات في وقت واحد، دون معرفة كيفية المتابعة أو الحكم الصحيح عليها.
  • يمنع ردود الفعل المستمرة العديد من أنشطة التعلم بالاكتشاف ذاتية التوجيه كما ذكرنا. لذلك ، لا يستطيع المعلمون أو المدربون التدخل عند الضرورة. على سبيل المثال ، يستكشف المتعلمون الموضوع بأنفسهم ويبحثون في جميع النتائج الممكنة. بينما يمكن للمدرسين فقط رؤية المنتج النهائي بدلاً من تقديم الملاحظات خلال العملية بأكملها.
  • يقول بعض النقّاد أن أحد الطلاب أو المتلقين قد يسيطر على نشاط عمليات الاكتشاف الجماعي ويقوده ويوجهه، فيفقد بقيّة المتلقين أو الطلاب الحافز للمبادرة ويفقد النشاط استراتيجيته وحيويته.
  • يتجه بعض منتقدي هذا النمط التعليمي إلى أنه قد لا يملك جميع الطلاب بنية معرفية مناسبة تتيح لهم فهم مضمون الأنشطة أو المفاهيم الأساسية التي يحتاجون إليها.
  • في أسلوب التعلم بالاكتشاف يحتاج المعلمون إلى تدريب وتأهيل ملائم قبل الشروع بتنفيذ استراتيجية وخطة التعليم على هذا النمط، وهو من الأمور الحساسة التي قد لا تتوافر بالمستوى المطلوب.

ختاماً، يمكن القول بأن التعلم بالاكتشاف يشيع استخدامه في مواقف حل المشكلات، حيث يعتمد المتعلم على خبراته الخاصة أو الخبرات التي اكتسبها من هذا النموذج التعليمي، كما أنها طريقة تمكن الطلاب من التفاعل مع بيئتهم الواقعية من خلال اكتشاف الأشياء وحل المشكلات والاعتماد على التجارب وطرح الأسئلة والسيطرة على الخلافات.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها:

 

 

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: