نظرية الجشطالت لماكس فيرتيمير

 فيرتيميرنظرية الجشطالت لماكس 

ولد ماكس فيرتيمير عام 1880 وهو عالم نفس ألماني، وهو أحد مؤسسي نظرية جشطالت والتي تعرف أيضاً بنظرية الاستبصار مع كلاً من كورت كوفكا ، ولفجانج كوهلر، حيث بدأ ماكس فيرتيمير دراسته في مدينة فرانكفورت، واهتم كثيراً بدراسة في مجال التفكير، وكان من أشهر كتابه التفكير الإيجابي، ويقول ماكس فيرتيمير دائماً انه يمكنه تعليم الأطفال عن طريق مشاعرهم الداخلية، وقد كانت تلك النظرية رد فعل للنظريات السلوكية في ذلك الوقت التي كانت تقوم على أساس دراسة السلوك ككل وليس كأجزاء منفصلة، وسنتعرف في السطور التالية على نظرية الجشطالت لماكس فيرتيمير بشكل مفصل  وقوانين التعلم الخاصة بها وأبرز الانتقادات التي وجهت للنظرية الجشطالت.

نظرية جشطالت لماكس فيرتيمير:

وهي أحدي نظريات التعلم، والتي قامت كثورة على المدرسة الارتباطية في ذلك الوقت، وتعني جشطالت صياغة أو شكل وتعود هذه التسمية إلى اهتمام هذه المدرسة بالمدركات الحسية، حيث تري أن الحقيقة في الإدراك الحسي هي أدرك الكل وليس الأجزاء، فهي تعتبر أن السلوك الكلي هو السلوك الهادف إلي شيء معين والذي يتحقق من خلال تفاعل الكائن الحي مع البيئة، وبذلك تعني أن الخاصية الكلية هي التي تغلب على السلوك في العديد من المواقف المتنوعة.

 وبذلك تختلف مع المدرسة السلوكية التي تنظر للسلوك على أساس التجزئة، والتي تري أن البيئة هي المسئولة عن السلوك الإنساني.  

قوانين التعلم في نظرية الجشطالت لماكس فيرتيمير:

 قانون التقارب:

 ويعني أن الأشياء المتقاربة في المكان يتم إدراكها كشكل واحد، ومعني ذلك أن بمجرد تقاربها فأنت تعرفت عليها كمجموعة واحدة وليس كعناصر منفصلة، وهنا يوجد تشابه بين قانون التقارب في مدرسة الجشطالت وقانون الانتماء عند ثورندايك، ويستخدم قانون التقارب في عملية القراءة أو الكتابة أو الحديث.

قانون التشابه:

 ويعني بذلك أن الأشياء المتشابهة سواء في الشكل أو اللون أو الحجم، يتم إدراكها بسهولة كشكل واحد متماسك.

قانون الإغلاق أو التكميل:

نحن نميل إلى إدراك الوحدات المعرفية بشكل أسهل أن كانت في مساحات مقفولة، أو بمعني أخر نحن نقوم بملء الفراغات لكي ندرك الأشكال بشكل كامل، فعلي سبيل المثال نحن ندرك الأشياء الناقصة من خلال إكمالها وفقاً لصورتها العامة في ذهننا.

في الشكل السابق أنت تدرك الدائرة والمربع والمثلث برغم ما بهم من ثغرات.

قانون الشكل والأرضية:

قانون الشكل والأرضية يعد هذا القانون من الأسس التي تقوم عليها عميلة الإدراك، فالمجال الإدراكي لشيء ما، ينقسم إلي قسمين، الشكل وهو الجزء المتماسك وله هيئة محددة ويكون مركز الانتباه، بينما الأرضية وهي الجزء الثاني والتي تعمل كخلفية تبرز عليها الشكل.

قانون الاستمرار:

يعرف قانون الاستمرار بأنه التنظيم في الإدراك، فيميل إلى تنظيم بطريقة تجعل الخط المستقيم يستمر كخط مستقيم والجزء من الدائرة يستمر كدائرة.

التطبيقات التربوية لنظرية الجشطالت لماكس فيرتيمير:

1- تعليم القراءة والكتابة للأطفال: من الأفضل أثناء تعليم الأطفال استخدام الطريقة الكلية وليس الطريقة الجزئية، بمعني البدء بالجمل، ثم الكلمات، ثم الحروف، فالجمل والكلمات قد تكون لديها أهمية للطفل عوضاً عن الحروف المجردة التي لا تجذب انتباه الطفل في البداية.

2- الاستفادة من نظرية الكل التي تسبق الجزء: ويتم استخدام هذه الطريقة في توضيح فكرة ما عن موضوع معين، عليك أن تشرح النظرة العامة للموضوع، ومن ثم الانتقال إلي عرض أجزاء الموضوع.

3- الإنتاج الفني سواء من حيث التعبير أو التقدير الفني: نحن ندرك الشكل الكلي للصورة وليس أجزائها، وهذا ما يطلق عليه أن الكل يسبق الجزء، بمعني أن الفنان يرسم بشكل عام الصورة ثم يبدأ في توضيح تفاصيلها بشكل تدريجي.

4- التفكير في حل المشكلات: نستطيع الاستفادة من النظرية الكلية في حل المشكلات من خلال النظر إلي المشكلة بشكل كلي وبالتالي الوصول إلي العلاقات التي تؤدي إلي حلول، فعدم النظر لجميع جوانب المشكلة سيؤدي بضرورة إلي تفاقمها وعدم الوصول إلي الحل.

نقد نظرية جشطالت لماكس فرتهمير:

برغم أن نظرية جشطالت لماكس فرتهمير لها عدة تأثيرات هامة في التربية، إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي وجهت لها:

1- اعتمادها على قدرة الفرد في المواقف المتنوعة، لذا تعتبر أكدت على حقائق معروفة ولم تأتي بجديد.

2- يتفق بعض العلماء أن الإدراك الحسي هو الذي يقوم عليه عملية التعلم دون وجود دليل ذات حجة قوية لإثبات ذلك.

3- تختلف القدرات الإدراكية من فرد إلي أخر بالتأكيد، مما يجعل وجود إطار وأبعاد محددة لهذه النظرية اشبه بالمستحيل.

4- كما أنها تظهر السلوك الإنساني مرتبط بالتحفيز من قبل المثيرات الخارجية، مما يؤدي إلي عدم وجود أسس واضحة يمكن القياس عليها.

مصادر يمكن الرجوع إليها:

- الربيعي، محمود؛ وآخرون (2013). نظريات التعلم والعلميات العقلية. بيروت: دار الكتب العلمية.

- حريزي، موسى بن إبراهيم. (2008). رؤية في نظرية الاستبصار عند ابن خلدون والجشطالت. عالم التربية -مصر, 9(26)، 16-50.

- صالح، أحمد ذكي (1972). علم النفس التربوي. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.