الألعاب التعليمية ورياض الأطفال رؤية علمية

تعد الألعاب التعليمة واحدة من أرقى الوسائل المستخدمة في رفع مستوى الإدراك والتعلم والترفيه لدى الأطفال وخاصة فئة رياض الأطفال منهم. ولم تعد الألعاب التعليمية مجرد ألغاز وحكايات وكتابات وتصاميم والعاب يدوية ..الخ؛ بل تعدت ذلك كله في عصر التطور التكنولوجي. ففي مؤسسات رياض الأطفال  تصمم الألعاب التعليمية من خلال خبراء ومختصين كونها بالغة التعدد والتنوع والتطور سواء من حيث المحتوى أو الأهداف المرجوة . ويتم توظيفها وفق أسس علمية لتلائم اختلاف القدرات العقلية والادراكية لهذه الفئة الهامة من الأطفال والتي تتميز بسرعة النمو العقلي والوجداني والجسماني والإدراكي الحسي.

إن الباحث العلمي    له دور هام ومؤثر في هذا الشأن سواء في مرحلة تصميم الألعاب نفسها من حيث الأفكار وتفعيل اهم التوصيات العلمية ذات الصلة لدعم مخرجات إيجابية لتلك الأعاب أو من حيث دراسة تأثير وأهمية تلك الالعاب التعليمية الحديثة والمتطورة كالألعاب الرقمية على العينة المستهدفة  ما قد يكون لها من تأثيرات تمس النمو العقلي , و بيان مميزاتها وعيوبها بحيادية وموضوعية ومدى ملائمتها لكل مرحلة عمرية وكم المهارات المكتسبة ذات الصلة.

تمثل مرحلة رياض الأطفال، بانها مرحلة السنوات الأولى من عمر الانسان. ففي تلك السنوات المبكرة تتشكل الكثير من قدرات ومعرفة الطفل , بل وتربيته وتختزن في تلك المرحلة الكثير من الذكريات التي قد تترجم لاحقا إلى سلوكيات وتصرفات وتؤثر مباشرة على نفسيته وميوله المختلفة. لهذا فإن من الأهمية أن يتم الاعتناء بهذه المرحلة في رياض الأطفال سواء عن طريق التعليم أو ترقية مهاراتهم عن طريق الألعاب التعليمية المختلفة.

إن الألعاب التعليمية في  مرحلة رياض الأطفال يجب ان تكون مصممة، بحيث تخدم تكوين شخصية الطفل وترسم ملامحه وتدعم بشكل ايجابي تشكيل أصول العادات والتقاليد والاتجاهات والميول والقدرات وان تكتشف فيه الهوايات وتعزز المهارات المختلفة. وينبغي أن تساعد تلك الألعاب التعليمية في تطوير قدراته اللغوية والرياضية والمعرفية والثقافية، وأن تعزز فيه مفاهيم الصحة والبيئة الاجتماعية بما يتناسب مع عمره وامكاناته.

ان الألعاب التعليمية في مرحلة الطفولة يجب ان تتناسب وسمات تلك المرحلة في رياض الأطفال . تلك المرحلة التي تتميز بالنمو المستمر والمتكامل في كثير من الجوانب، ان لم تكن جميعها.  وفيها يكون الطفل كالتربة الخصبة لديه القابلية الكاملة للتعلم واكتساب العادات والتقاليد والاتجاهات والمعرفة والخبرات.

إن من أهم الأهداف التي توظف في سبيلها الأدوات والوسائل المختلفة مثل الألعاب التعليمية، هو الوصول الى التهيئة العلمية والعملية والتربوية للأطفال في مرحلة رياض الأطفال. وتنمية قدراتهم المختلفة العقلية والذهنية وتطور نفسياتهم لتقبل المحيط البيئي التفاعلي بما يحقق الاتزان النفسي لديهم واكتشاف ذاتهم عبر تلك الألعاب التعليمية المختلفة التي توفر المعرفة للأطفال. هذه المعرفة التي تترجمها الألعاب التعليمية، ونشجع من خلالها الأطفال لربط اهتماماتهم بما يقدم لهم من العاب. فيمكن عن طريق الألعاب التعليمية توظيف المعرفة بآداب الطعام والشراب وعبور الطريق ورد التحية والعمل الجماعي والتطوعي واكسابهم سلوكيات حميدة وفضائل وقيم تبقى معهم طيلة حياتهم. ولعبة تعليمية واحدة قد تؤثر في نفسية الأطفال وتبقى معه تشكل مسارات مستقبله وميوله ولهذا فيجب الاهتمام الجاد بالألعاب التعليمية وتطويرها.

 بداية يجب الا تكون الالعاب مجرد تسلية للأطفال دون أن يتعلموا من خلالها الكثير من الأمور السلوكية والمعرفية. كما يجب  توظيف الأدوات البحثية  في هذا المجال، بحيث يتم تحليل بيئة الألعاب التعليمية والوصول الى استنتاجات هامة وتوصيات. وكما تفيد كثير من الدّراسات السّابقة  أهمية أن يشارك الأهل أطفالهم هذه الألعاب، وهناك دور كبير يقع على المدرسين في رياض الأطفال لتزويد الأطفال بالمعرفة عن طريق تعريف هذه الألعاب التعليمية والفوائد المرجوة من كل منها. فبالتالي يلتحم ويتفاعل الطفل مع الألعاب بصورة منهجية مدروسة للحصول على الفائدة. فاللعبة التعليمية هي أشبه بالتعليم المفتوح او التجارب العملية للنظريات. فالألعاب التعليمية مفتاح التعلم والتطور لدى الأطفال في رياض الأطفال، ويجب ان توظف لتحقيق جملة من الأهداف ومنها: (عثمان، 1998م)

1. -  ان يكتشف الطفل بيئته ويتفاعل معها ويتعرف على عناصرها المختلفة والمتنوعة.
2. - يكتشف اعن طريق الألعاب التعليمية قدرات الأطفال وتتم عملية تنميتها وتطويرها وتوجيهها.
3. -  يجب الاهتمام بأن يكتشف كل طفل نفسه من خلال اللعبة التعليمية وهنا يجب توظيف الملاحظة والمتابعة بين المدرس والطفل في رياض الأطفال.
4. - اللعبة التعليمية يجب ان تمد الطفل بالثقافة الذاتية والمجتمعية ومنظومة القيم ويجب عدم الاستهانة بهذه المرحلة العمرية الخطرة والحساسة أو أهمية توظيف تلك الألعاب التعليمية.
5. -  يجب ترجمة المعلومات المدرسية بلغة الالعاب التعليمية بما تمكن الطفل من فهم المعلومات وتطبيقها والتفاعل معها وتكون هناك فرصة بناءة لتهيئة الطفل للمرحلة الابتدائية الاساسية والاستعداد للتعليم الابتدائي.
6. -  يجب ان تكون الالعاب التعليمية ذات منهجية واضحة وموجهة، كما أن الالعاب الأخرى لا تقل أهمية عن تلك الألعاب, فيجب عدم تقديم ألعاب عنف للأطفال لأنها تؤثر في سلوكهم تعاونهم أو تعاملهم مع بيئتهم أو مع أقرانهم من الأطفال.  فيجب ان تنمي اللعبة ملكات المعرفة والقيم عند الأطفال وتبتعد عن كل ما يؤثر سلباً عليهم.
7. -       ان الالعاب التعليمية الالكترونية والرقمية لا تقل أهمية عن الألعاب التقليدية في مرحلة رياض الأطفال. لذا يجب أن تخضع للمراقبة والمتابعة. وألا يترك الأطفال لانتقاء الألعاب التي قد تفسد أخلاقهم او تؤثر على مستوى الذكاء العقلي عندهم او تفاعلهم الايجابي مع البيئة داخل البيت او رياض الأطفال او الشارع.
    

وفي مرحلة رياض الأطفال يكونوا قد تجاوزوا المرحلة الاستكشافية (الحسية الحركية) ليتنقلوا الى مرحلة التركيز على مرحلة اللعب الايهامي فيها (نمطية المرحلة التصويرية.)

إن المناهج التعليمية الحديثة تراعي اختلاف قدرات الطلاب في كل المراحل. لذلك فقد تم التركيز على مناهج رياض الأطفال بحيث ترتكز في معظمها على جانب الأنشطة، هذه النشطة هي المفهوم الحقيقي للألعاب التعليمية التي تعتبر إحدى أهم مداخل التدريس المنهجي . فالألعاب التعليمية في مرحلة رياض الأطفال تحقق ما يلي:

1. -  تعمل على تجسيد مداخل التدريس الأساسية.
2. -  تعمل على تجسيد  المفاهيم المجردة من خلال التفاعل المتبادل بين الطفل والمدرس.
3. -  تجسد الواقع في صورة اللعبة التعليمية.
4. -  تساعد على تركيز المعلومات العملية في أذهان وذاكرة الطفل وثباتها.

1.    مستوى اللعبة التعليمية يكون أحيانا أبعد من المستوى الإدراكي عند الطفل برياض الأطفال.

2.    ارتفاع تكاليف الألعاب التعليمية وبالتالي عدم تسخيرها للأطفال.

3.    ارتفاع تكاليف الألعاب التعليمية تحرم الأهل من وجودها في البيت.

4.    عدم وضوح مفاهيم وأهداف اللعبة التعليمية .

بداية يجب أن يتوفر عالم الخبرة لدى المدرسين في طريقة انتقاء الألعاب التعليمية وتوظيفها لدى الأطفال. فالألعاب التعليمية عبارة عن مجموعة من الأنشطة الموجهة والتي تستهدف الأطفال في رياض الأطفال (3-5 سنوات). وتهدف الى تحقيق جملة من الأهداف وأهمها:

1.    تنمية المهارات والقدرات العقلية لدى الأطفال في رياض الأطفال.

2.    اكتساب المعرفة لدى الأطفال وتوسيق آفاق الأطفال المعرفية . (الحيلة، 2003م )

3.    تحقيق المتعة والتسلية والترفيه للأطفال على اساس أنها اسلوب تربوي تعليمي.

4.    تحقيق عامل دافعية الأطفال نحو التعلم والجاهزية للدخول في مرحلة التعليم الابتدائي.

5.    تعويد الأطفال على بيئة التعاون فيما. وفيما بينهم وبين المعلمين كبيئة مدرسية.

من أهم عناصر اللعبة التعليمية في رياض الأطفال أن تتكون من مجموعة من الأطفال (اللاعبين)، وان يكون فيها قدر من التحدي الحميد والمنشود بين الأطفال. وأن تثير اللعبة خيالات الطفل وتوظف حواسه الخمسة فيها. وان يكون لها ابعاد زمانية ومكانية وأهداف تعليمية وترفيهية محددة للعبة والا تكون مفتوحة بلا حدود. وأن تخضع اللعب التعليمية الى مجموعة من الأنظمة والقوانين والقواعد التي تحكمها وتوظفها تفاعلا مع البيئة التعليمية المنهجية بطريقة مدروسة . (العناني، 2002)

ومن العناصر الخاصة في الألعاب التعليمية الرقمية: تكيف اللعبة مع قدرات الطفل وعمره، وان تحقق الاثارة التي تجلب المعرفة وتنتقل بقدرات الطفل من مرحلة لأخرى. وأن توفر اللعبة التعليمية الرقمية الالكترونية عنصر التعزيز النفسي لدى الأطفال من خلال تحقيق النتائج المشجعة واكتساب قدرات ومعارف منهجية مدروسة . (مندور، 2006)

 ومن الأهمية على الباحث أن يبحث عن مراكز مقدمة ومميزة تساعده في أبحاثه بمجالات مختلفة. وفي مجال بحثنا عن الألعاب التعليمية ورياض الأطفال، فإن   شركة دراسة لخدمات البحث العلمي و الترجمة تقدم الكثير من الخدمات  البحثية في هذا المجال التعليمي والتربوي.

من خلال مفاهيم ووسائل الألعاب التعليمية في رياض الأطفال، يتضح أن تفعيلها ذات أهمية كبرى في بناء ونماء شخصية الطفل وتفاعله مع البيئة المحيطة به. ولذا يجب اعتماد الألعاب التعليمية كوسيلة تعليمية وتربوية واجتماعية ومتابعتها وتطويرها وفق الأساليب المنهجية الحديثة. وكذلك اهمية تطوير مفاهيم الألعاب التعليمية الرقمية في رياض الأطفال وتوظيفها لرفع منسوب المعرفة الرقمية عند الأطفال وتؤهلهم نفسيا ومعرفيا. وبالتزامن مع ذلك يجب توفير الوسائل والأدوات والتقنيات الالكترونية الخاصة بالألعاب التعليمية وربطها بالمنهج الدراسي او المعرفي في رياض الأطفال. ويجب ان تتوفر عوامل الخبرة لدى المعلمين ورفع مستواهم المعرفي في سبيل إنجاح فكرة الألعاب التعليمية وتوظيفها في المجالات المختلفة برياض الأطفال.

واخيرا لابد وان تكون رياض الأطفال من ضمن أهم اولويات المؤسسات التعليمية والرياضية والاجتماعية والثقافية وذلك من خلال توفير وسائل الدعم المختلفة للطفل وتقديم الدعم اللوجستي والالعاب التعليمية التي تعود على الطفل بالنفع وبالتالي يتم تعزيز مستقبل المجتمع من خلال رفع مستويات الذكاء والمعرفة والثقة بالنفس لدى هؤلاء الأطفال في رياض الأطفال اجيال الغد القادمة.

       أحمد اللفاني، و حسن فارعة . (2001م). مناهج التعليم بين الواقع والمستقبل. القاهرة: دار عالم الكتب.

حنان العناني. (2002). نمو الطفل المعرفي واللغوي. عمان: دار الفكر والنشر والتوزيع ,.

دكتور محمد علي حسن الصويركي. (2006). الألعاب اللغوية ودورها في تنمية مهارات اللغة. عمان: .

عبد السلام مندور. (2006). أساسيات إنتاج واستخدام وسائل وتكنولوجيا التعليم. الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع.

عثمان فاروق عثمان. (1998م). سيكولوجية اللعب والتعلم. القاهرة: دار المعارف.

محمد الحمامي. (1999م ). فلسفة اللعب. القاهرة: القاهرة: مركز الكتاب.

محمد الحيلة. (2003م ). طرائق التدريس واستراتيجياته. العين: دار الكتاب الجامعي.

محمد رجب فضل . (1999م). الألعاب اللغوية لأطفال ما قبل المدرس. القاهرة: عالم الكتب.