طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

عدد المشاهدات(13195)

الثبات والموضوعية في البحث العلمي

 

 يلعب كل من الثبات والموضوعية في البحث العلمي دور هام وفعال وذلك لاعتبار الثبات أهم أسس تجميع المعلومات في البحث العلمي لتقييم مستوى الموضوعية للحقائق والوقائع التي يتم تناولها في البحث العلمي. وتمتاز الموضوعية في البحث العلمي بقدرتها على تكثيف الجهد المطلوب في إطار موضوع البحث العلمي وعدم التحيز لأفكار مسبقة أو أشخاص معينين. لذا فقد عمد المقال الحالي إلى تسليط الضوء على الموضوعية في البحث العلمي، العوامل التي تؤثر على الموضوعية، أساليب تحقيق الموضوعية في البحث العلمي ومصادر عدم الثبات في البحث العلمي.

 

الثبات في البحث العلمي:

يشير الثبات في البحث العلمي إلى استقرار أو ثبات مقياس السلوك فعندما نقول إن الأستاذ احمد يأتي يوميا إلى الصف الساعة العاشرة فهذا يعني أن سلوكه ثابتا، بينما الأستاذ احمد يأتي أحيانا الساعة العاشرة وأحيانا أخرى الساعة العاشرة والربع أو النصف أي أن سلوكه غير ثابت. فإذا كان هنالك قراءات متغيرة فهذا يعني أن هناك خطأ في المقياس. وإن أي مقياس يمكن أن يتضمن الجانيين التاليين:

1- العلامات الحقيقية. وهي تمثل العلامات الحقيقية لمتغير.

2- خطة القياس. فالمقياس غير الثابت هي قياس الذكاء يعطينا أخطاء في القياس أو لا يعطينا الذكاء الحقيقي للشخص المراد قياس ذكائه.

ولا يستطيع الباحثون استخدام المقياس غير الثابت لدراسة المتغيرات والعلاقات فيما بينها لأن النتائج ستكون غير مستقرة. ونستطيع أن نقدر الثبات باستخدام معاملات الارتباط فمعامل الارتباط هو رقم يعطينا قوة العلاقة بين المتغيرات ذات العلاقة يبعضها البعض. وأكثر معاملات الارتباط استخداما في قياس الثبات هي:

1- معادلة بيرسون ويرمز لمعامل الارتباط بالرمز (2) والذي يتراوح بين (صفر إلى 1+ أو بين الصفر و1-) حيث أن صفر تدل على انه لا يوجد ارتباط بين المتغيرين. وكلما اقترب الارتباط إلى (+، -1) كلما كانت العلاقة أقوي إيجابا أو سلبا. فعلاقة الإيجاب أو السلب تدل على اتجاه العلاقة، فإذا كانت العلاقة ايجابية فهذا يدل على أن العلامات العالية على متغير يصحبها علامات عالية على المتغير الثاني. أما بالنسبة للعلاقة السلبية فإن ارتفاع العلامات على متغير مثلا تعني انخفاضها على المتغير الآخر، ولتقدير ثبات المقياس فإننا بحاجة للحصول على علامتين على المقياس من عدة أشخاص. ولكي يكون المقياس ثابتا فلا بد من أن تتشابه العلامتان. ويطلق على هذا المعامل معامل الثبات.

2- الاختبار وإعادة الاختبار: وهذا يعني إعادة الاختبار على نفس المجموعة مرتين، فقد نجري اختيار ذكاء على مجموعة وبعد أسبوع. وعلي العكس فالأداة لا يمكن أن تكون صادقة وغير ثابتة فإذا قاست الأداة ما يفترض قياسه فهي ستكون ثابتة. لهذا فإن الثبات ضروري ولكنه ليس كافيا كشرط لتحقيق الصدق.

كيف يمكن تحسين الثبات في البحث العلمي؟

يمكن تحسين ثبات الأداة بإتباع الطرق التالية:

1. تقليل تأثير المصادر الخارجية.

2. تحسين الاستقرار الداخلي للأداة.

3. زيارة فقرات العينة المستخدمة.

إذن تقليل تأثير المصادر الخارجية يمكن أن يكون بوضع معايير دقيقة وتعليمات واضحة، وتحسين عمل الباحثين. أما تحسين الاستقرار فيكون عن طريق تحليل الفقرات وبالنسبة لزيادة فقرات العينة، فإنه كلما زادت الفقرات فإن احتمالية القياس تكون أكثر دقة. إذ أن خطة الصدفة يتوازن مع خطأ العشوائية كلما ازداد عدد الفقرات. وعلينا أن نتذكر أيضا أنه كلما كانت العينة متجانسة كلما كان التباين في البيانات محددا. وكلما كانت العينة غير متجانسة أو مختلفة كلما كانت الأداة أكتر ثباتا. والخلاصة نستطيع القول إن الصدق والثبات مرتبطان بعضهما البعض. فالمقياس إدا كان صادقا فهو دائما ثابت. والمقياس إدا لم يكن صادقا، فمن المحتمل أن يكون ثابت.

ولكي نزيد الثبات نتبع الخطوات التالية:

1. استخدام فقرات لا يكتنفها الغموض وأفضل طريقة للتخلص من هذا الغموض هو إخضاع الأداة للفحص.

2. اعمل على تقنين الإجراءات الإدارية للأداة.

3. اعمل على تقنين إجراءات التصحيح.  

4. احرص على أن يكون عدد الفقرات كافية لتخفيف عامل الصدفة.

5. لا تعطي أداة القياس للمستجيبين إذ كان مزاجهم معكرا أو إذا كانوا في حالة قلق.

6. تأكد أن الأداة تقيس الجوانب المعرفية لدى المستجيب وليس التخمين.

الموضوعية في البحث العلمي:

المقصود من الموضوعية في البحث العلمي هو قياس الرغبة والقدرة على فحص الأدلة بنزاهة وتجرد. أنها الشرط الأول في البحث. إذن هي التعامل مع الحقائق بدون تحيز أو إصدار أحكاما قيمية. فالنتائج يجب أن تكون خالية من المعتقدات الشخصية، والحب والكره. فكلا البيانات والتحاليل يفترض ألا تكون متحيزة.

العوامل التي تؤثر على الموضوعية في البحث العلمي:

إنه من الصعب تحقيق الموضوعية في البحوث الاجتماعية للأسباب التالية:

-   التحيز الشخصي: وهو الاعتقاد بشيء دون الأخذ بالاعتبار ما يدل على ذلك.

-  المشكلات القيمية: مثل الاتجاهات نحو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتي تتأثر بقيم الباحث.

-  الأزمات الأخلاقية: وهذا يرتبط بعلاقة الباحث العلمي مع الآخرين المشاركين في عمليات البحث مثل الجهات التي تمول البحث، وكذلك العلاقة مع مصادر تزويد البيانات ومع أفراد العينات المدروسة.

-  الظواهر الاجتماعية نادرا ما تكون سهلة الدراسة. فحقيقة الأمر أنها في غاية التعقيد.

بعض الأساليب لتحقيق الموضوعيةفي البحث العلمي:

لتحقيق الموضوعية في العلوم الاجتماعية يجب مراعاة ما يلي:

-   الصبر والسيطرة الذاتية: إذ يفترض أن يبتعد الباحث العلمي عن التخيلات والأفكار الشخصية التي يرغبه وكذلك الأحكام القيمية على الظاهرة المراد دراستها.

-   أن يكون متفتح الذهن.

-  أن يستخدم المفاهيم المقننة: ويجب أن يتم تعريف المفاهيم بصورة دقيقة لتجب الخلط والالتباس.

-  استخدام المنهج الكمي: إذ أن الأسلوب الرياضي والإحصائي يقلل من الذاتية.

-  البحث التعاوني: فالبحث الجمعي أفضل من البحث الفردي ويقلل من التحيز الفردي.

- استخدام العينة العشوائية: لتقليل التحيز وتحقيق الموضوعية.

مصادر عدم الثبات في البحث العلمي

أن أفضل طريقة لزيادة الثبات لأدوات القياس التي نستخدمها هي معرفة مصادر عدم الثبات. وهذه المصادر هي:

1- الفقرات الخاطئة: إذ تكون الفقرات أحيانا غامضة، وخادعة، أو أن يتم عرضها بطريقة غير مشوقة. فإذا كانت الفقرة غامضة يضطر المستجيب لعملية التخمين. وكذلك الحال إذا كانت مكررة أو صيغت بطريقة غير صحيحة.

2-  صعوبة بالغة في الفقرات: إذا كانت الفقرات على درجة كبيرة من الصعوبة فإن هذا يجبر المستجيب على التخمين أيضا.

3-  سهولة بالغة في الفقرات:  فإذا كانت جميع الأسئلة سهلة فكأن الاستبيان فقرة واحدة يجيب عليها المستجيبون بنفس الأسلوب.

4- عدم ملائمة عدد الفقرات: إذ كلما كان عدد الفقرات قليلا كلما كانت أخطاء الصدفة كبيرة وهذا بدوره يزيد من عدم الثبات.

5- عدم قياس الفقرات للخصائص المشتركة: فإذا كانت الفقرات تقيس خصائص مشتركة، فإن الثبات سيكون عاليا، أما إذا كانت الفقرات تقيس خصائص مختلفة فإن الثبات سيكون منخفضا.

6-  خصائص المستجيبين: يقل الثبات نتيجة الخصائص المؤقتة للمستجيبين والتي تتسبب في اختلاف الاستجابات لديهم. وتشمل هذه الخصائص عدم قدرة المستجيبين على التركيز في فترة زمنية معيشة، وتقلب المزاج، وعدم الثبات في استدعاء المعلومات، وعلى سبيل المثال إذا اكتسب المستجيب اتجاه معين. فنحن نتوقعه أن يعكس ذلك الاتجاه على الاستبيان المقدم له.

7-   الإدارة السيئة للأداة.

8-   إجراءات التصحيح الخاطئة: إذ من الممكن أن يكون التصحيح خاطئا، ومن الممكن أن تكون ورقة الأسئلة غامضة أو أن يكون حساب الدرجات خاطئا أيضا.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها:

الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

 

 

 

 

 المنهج الوصفي في البحث العلميمشكلة البحث العلمي , تعريف المقابلة في البحث العلمي , تعريف البحث العلميأنواع المقابلة في البحث العلمي , الفرق بين المصادر والمراجع , مدرسة التحليل النفسي,  نموذج مشكلة البحثأنواع البحوث العلميةأنواع البحوث العلميةفرضيات البحث العلمي , تعريف البحث العلمي , طرق جمع البيانات في البحث العلميأهداف البحث العلميكيفية إعداد ملخص بحث جاهزمفهوم التعلمنموذج الاستبيان في البحث العلميالمدارس الفكرية في علم النفس,

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: