اسْتراتِيجيَّة الانتباه
تُعد عمليةُ جذبِ انتباه المتعلِّم شرطاً أساسياً لعملية التدريس الفعَّال، ويُعتبر جذب الانتباه مهارة ضرورية ينبغي على المعلِّم أن يمتلكها في جميع الظروف التعليمية التي يقوم بها، ليحرص دائماً على أن يكون المتعلم في أتم الاستعداد لاستقبال العملية التعليمية، ولا بد أن يتدرَّب المعلم على الانتباه والتركيز لما يحدث من حوله، وتوظيف جميع المدارك الحسيَّة كالسمع والبصر والشمِّ واللمس وغيرها في العملية التعليمية، مما يجعله يدرك الأهمية والفائدة ويتجنَّب حدوث الخطورة والضرر.
العوامل التي تؤثر في استخدام استراتيجية الانتباه:
هناك العديد من العوامل الجسمية والنفسية والاجتماعية التي تؤثِّر بشكل كبير في استراتيجية الانتباه أثناء العملية التعليمية ومنها:
1- مستوى النمو العمري:
يؤثر المستوى العمري على فاعلية الانتباه، فكلما زادت المرحلة العمرية للمتعلم ازدادت لديه القدرة على الانتباه، وذلك من خلال ملاحظة المدرِّس الذي يعطي الدروس للطلاب ذاتِ الصفوف الدراسية الأولى، فكلما كانت هناك فروقات في الأعمار بشهور قليلة كانَ هناك تفاوتٌ ملحوظ في درجات الانتباه بين الطلاب.
2- ثقافة الفرد:
إن المستوى التعليمي وثقافة الفرد تساهم بشكل كبير في تحسين قدرة المتعلمين على الانتباه، فكلما تقدم المتعلم في صفوف دراسية أعلى كلما زادت قدرته على الانتباه وأصبح ذا دقة عالية وتركيز شديد.
3- البيئة المحيطة:
هناك العديد من الفروقات الواضحة بين المتعلمين الذين ينشؤون في بيئات ثقافيةٍ وغنية بالمستوى التعليمي عن الذين ينشؤون في بيئات تفْتقر للتعليم والثقافات، فنُلاحظ أن الطلاب ذوي البيئات الثقافية يتمتعون بقدرات كبيرة على الانتباه على عكس الذين ينشؤون في بيئات تسودها الأمية والجهل فمعدل الانتباه يكون ضعيفاً جداً.
4- الاهتمامات والحاجات:
هناك العديد من الاختلافات بين الطلاب في اهتماماتهم وحاجاتهم الفطرية والمكتسبة، فإذا نظرنا إلى الأمِّ نجد أن ملابس الأطفال تجذب انتباهها والفتاة تجذب انتباهها موضات الملابس وغيرها من الاهتمامات والاحتياجات المختلفة، وهكذا نجد اختلافاتٍ كثيرةً في الاهتمامات والحاجات بين الأفراد بمختلف أجناسهم من الذكر والأنثى.
5- الميول والاتجاهات:
عادةً ما ينقسم ميول البشر باختلاف جنسهم إلى نوعين من الميول سواء كانت الميول أدبية أو ميولاً علمية؛ فالميول الأدبية تستهدف من ينجذب إلى الإبداعات الفنية والأدبية كالقصص والروايات وغيرها من الأعمل الأدبية، وكذلك من كانت ميوله عملية فنجد أن ما يجذب انتباهه الإنجازات والاكتشافات العلمية في مجالات العلوم والفلك والطب وغيرها من المجالات العلمية.
العوامل التي تؤثر في تطوير وتنمية استراتيجية الانتباه
هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل كبير في تطوير وتنمية استراتيجية الانتباه وهي:
1- إثارة دوافع الطلاب للمواقف التعليمية المختلفة.
2- طرح الأسئلة التي تعمل على تنشيط الذاكرة من خلال ربط التعلم السابق بالتعلم الحاضر والمستقبلي.
3- تطوير وتنمية فهم الذات من جانب الطلاب.
4- حثُّ المتعلمين دائماً على الثقة بأنفسهم.
5- تهْيئة وتوجيهُ المتعلمين للعديد من المواقف التعليمية الجديدة.
6- الإعداد الجيد والتخطيط الكافي للموضوعات التعليمية الجديدة، من خلال مراعاة وضوح الأهداف والاستراتيجيات التعليمية ووسائل ومصادر التعلم والملعومات.
7- الاستمرار في التقويم البنائي لجميع الفاعليات المنهجية والأنشطة اللامنهجية.
8- الحرص على استحداث اتجاهات إيجابية تجاه موضوعات المواقف التعليمية الجديدة.
9- طرح العديد من الأفكار والمواقف التعليمية البعيدة عن توقعات المتعلمين ولها علاقة بموضوعات الدرس.
10- التنوع والتطور الدائم في أساليب عرض وتقديم الدروس والبعد عن النمطية التقليدية في إدارة الصف.
مجالات استراتيجية الانتباه في التدريس
توجد العديدُ من المجالات التي تستخدم استراتيجية الانتباه في العملية التعليمية، وبالأخص المجالات التي لها علاقة مباشرة بالتدريس ومنها:
أولاً- التخطيط:
1- وضع خطط سنوية أو موسمية غير تقليدية ذات أنشطة غير ممنهجة مثل الرحلات وعروض الفيديو والندوات.
2- الحرص على مشاركة الطلاب في صياغة الأهداف التي تتناسب مع حاجاتهم وميولهم تحت مظلة الانضباط التعليمي.
3- يجب مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال التنويع في الأهداف المرجوَّة منهم.
ثانياً- العرض والتنفيذ:
1- من خلال عرض الأهداف على الطلاب قبل البدء في تنفيذها.
2- طرح العديد من الأسئلة التي تهدف إلى إثارة التفكير والانتباه لدى الطلاب.
3- توظيف أحداث الساعة الموجودة في المجتمع بما يخدم الموضوعات الدراسية.
4- استخدام حركات الجسم وتعابير الوجه ومستوى نبرات الصوت بما يتوافق مع موضوع الدرس.
5- احترام وجهات النظر والآراء الخاصة بالطلاب مهما كانت مخالفة أو معارضة لآراء الآخرين أو مواقف الدرس، والحرص على توجيهها بالحكمة والإرشاد الصحيح بما يخدم موضوعات الدرس.
6- الاستعانة بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا في عرض موضوع الدرس بصورة توضيحية وتنفيذ الأنشطة المتعددة والمختلفة من خلال هذه التقنيات.
7- إعطاء الطلاب فرصاً كبيرة في المناقشة والمحادثة بينهم وبين المعلم، مما يتيح لهم عرض أفكارهم بحرية وشجاعة.
ثالثاً- التقويم:
1- يجب على المعلم أن يحرص على التقويم الدائم والمستمر لأداء الطلاب دون استثناء.
2- يجب على المعلم أن يتجاوز الأخطاء الطفيفة الصغيرة وتصويبها دون اللجوء إلى العقاب أو التقليل من العلامات.
3- أن يحرص المعلم على التعزيز الإيجابي للطالب المتفوق والمبدع، وتجنب الإساءة المادية أو المعنوية المباشرة للطلبة ضعيفي المستوى، لأن ذلك سوف يضعف قدرتهم على الانتباه لباقي أنشطةِ ومجرَيات الدرس الحالي أو الدروس المستقبلية.
4- وضع إشارات إجادةٍ بجانب الأسئلة التي تمَّ الإجابةُ عليها بطريقة صحيحة أو تعبيرات كتابية تدل على التميز والتحفيز مثل "أجدت" أو "أحسنت" أو "ممتاز".
5- يجب على المعلم أن يتجنب وضع إشارات أو عبارة جارحة في حال كانت الإجابة خاطئة ويكتفي أن يضع إشارة X فقط بخطٍّ صغيرٍ وإذا كان هناك طريقة أخرى في الاستغناء عنها كان أفضل، أو يقوم المعلم بتصحيح الإجابة الخاطئة وكتابة الإجابة الصحيحة في الكراسة الخاصة بالطالب.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. دار المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
يمكنك الاطلاع على: استراتيجيَّة الترميز