استراتيجيَّة الترميز
مفهوم الترميز
يُقصد بمفهوم التَّرميز بأنه: ترجمة معاني الأشياء إلى رموز تدل عليها، لتصبح لغة مشـتركة للجماعـة أو الأمة أو البشرية، مع الحرص أن تكون متعارف عليها في العديد من الجماعات والأمم، وممكن أن تنحصر فقط على الفرد لنفسه لتكون بعد ذلك دلالةً خاصة به يتذكر الأشياء من خلالها بمجرد العودة إليها.
صور الترميز
يُعد الترميز بمجرد وجود الإنسان على هذه الأرض لغةً يتفاهم من خلالها مع الظروف والأجواء المحيطة به، فعندما كان يسمع صوت الرعد كان صوت الرعد رمزاً يدل على سـقوط الأمطـار أو قـرب سـقوطها. وصوت الرياح يرمز إلى قرب أو حلول فصل الخريف، ورؤيةُ الطيور المهـاجرة رمـز يـدل عـلى قـرب فصـل الشتاء.
ومع مرور الزمن أصبح هناك العديد من البشر والجنسيات وتضاعَفتْ أعداد البشر، فكان لا بد من وجود إشارات يفهم معانيَهـا جميـع الأفـراد ويتفاعلون معها دون النظر إلى اختلاف جنسياتهم أو انتماءاتهم أو لغتهم أو لهجاتهم، ومن هذه الصور الرمزية:
1- إشارات المرور.
2- الأعداد الرقمية.
3- رموز الرياضيات.
4- الخرائط الجغرافية، مقاييس الرسم، رموز الطرق، سكك الحديد.
5- أعلام الدول المختلفة.
6- الألوان؛ مثل اللون الأبيض الذي يرمز للنصر أو المصالحة، أو اللون الأسودالذي يرمز للحزن أو الحداد.
7- النقود المعدنية والأوراق النقدية التي تدل على الدول التي تنتمي إليها.
8- النوتات الموسيقية والإيقاعية.
9- الرموز الكيميائية.
10- الأوزان والمكاييل والمقاييس المساحية.
أنواع الترميز
هناك العديد من أنواع الترميز التي تعمل على صـياغة الأفكـار والمعلومـات بتمثيلات لغوية أو شكلية، لأن الترميز في الأوَّل الأساس عبارة عن عملية عقلية تجرى في الذاكرة قصيرة المدى ومن أهم هذه الأنواع:
أولاً-الترميز اللفظي:
يُقصد به اختصار العديد من التفسيرات والشروحات من خلال الرمز لها في ألفاظ محددة، وتكون مفهومة لشرائح كبيرة مـن أفراد المجتمع أو الأوساط المتداولة فيها، ففي الأوساط التعليمية الجامعية هناك العديد من الترميزات اللفظيـة يدركها جميع العاملين في ذلك المجتمع التعليمي مثل المعدل التراكمي، صفر الجامعـة، مـواد اسـتدراكية، لوحـة الشرف، جدول الساعات المعتمدة.
ثانياً- الترميز الصوتي:
يتفق الأفراد بطبيعتهم الفطرية سواءً كانوا ضمن مجموعات متجانسة أو غير متجانسة على فهـم أصواتٍ ترمز لدلالات متفَقٍ عليها وتفهم دلالاتها مباشرة دون أي تفكير أو تحليل مثـل: صراخ الأطفـال يرمز إلى جوعهم أوعطشهم أوحاجتهم إلى استبدال ملابسهم وإزالة الأذى عن أجسادهم أو مرضهم، وهذا الترميز الصوتي يفهمه جميع البشر وبشتى مستوياتهم التعليمية وعقائدهم الدينية وجنسياتهم.
ثالثاً- الترميز الأدائي (الحركي):
تعتبر الحركات التي يقوم بها المعلم بصورة متكرِّرة أمام الطلاب يفهمها الطلاب ويعرفون دلالاتها وما ترمز إليه تلك الحركات، وأيضاً حركـات يـد حكَـم المباريـات الكرويَّة يفهمها اللاعبون والمتفرجون في جميع أنحـاء العـالم وبمختلـف الأجنـاس واللغـات، لأنـه يرمـز بهـا لأشياء مفهومة للجميع بترميزها ورموزها المتفق عليها ضمن الأوساط الكروية والمثقفين رياضياً.
رابعاً- الترميز المرئي:
وذلك أن تكون للأشياء والأحجام مـن حولنـا رمـوزٌ تعكس دلالاتها مثـل: الرسـوم الكريكاتيريـة للـزعماء والقادة والفنانين والعظماء، التي بمجرد أن يراها الشخص يتعرَّف على صاحبها وأيضا الرسوم التي تتعلق بالآثار والتماثيل والمعالم السياحية المتعارف عليها في العديد من الدول مثل برج إيفل والأهرامات وسور الصين العظيم وغيرها من المعالم السياحية لدى العديد من الدول بمجرَّد رسمها والنظر إليها نعرف ما هي الدول التي تنتمي إليها.
خامساً- ترميز المعاني:
إن استخدام رموز تدل على أشياء وأفكار غير مادية يصعب إدراكها بالحواس مثل اللمس أصبح شيء مألوفاً ومتعارفاً عليه في جميع أنحاء العالم، فيُرمز غلى معانيها بإشارات ودلالات تعبر عنها، مثـل اسـتخدام رمـز غصـن الزيتـون تعبـيراً عـن السـلام، والحمامة البيضـاء تعبـيراً عـن مبـادرة الصـلح ورفـض الحـرب، والإشارة بأصـابع الكـف للأعـلى (السبابة والوسطى) تدل على النصر والفوز.
عوامل تطور وتنمية استراتيجية الترميز
هناك العديد من الإجراءات التي تساهم بشكل كبير في تعزيز استخدام استراتيجية الترميز ممَّا يسهل طرق الاستفادة منها في جميع مستويات التعلم والتعليم، ومن هذه الإجراءات:
1- التفاعل الاجتماعي والثقافي مع البيئة المحيطة، والثقافة العالمية.
2- التدرب على استخلاص مفاهيم ومصطلحات من الدُّروس والموضوعات التعليمية وصياغتها برموز مفهومة من قبل المتعلمين الآخرين.
3- إجراء مسابقات في تحليل إشارات الترميز بجوائز تشجيعية.
4- استخدام المعلم للترميز بدلاً من ذكر تفاصيل المفاهيم والمصطلحات الصريحة.
5- تعويد الطلاب على استخدام رموز المفاهيم والمصطلحات وتعزيزهم عليها.
6- استخدام الترميز في ملخصات الطلبة وتدوينها في هوامش كتبهم ودفاترهم لفهم دلالاتها.
7- اعتماد الترميز في الاختبارات والامتحانات الشهرية والفصلية.
8- إلزام الطلبة باستخدام الترميز في أوضاعها المناسبة مثل إشارات ورموز الرياضيات والكيمياء والأحياء والهندسة وغيرها من الآداب والعلوم.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو شريخ، شاهر، (2008). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. دار المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.