معالم تربية الطفل عند أريكسون
من هو أريكسون؟
ريك اريكسون (بالألمانية: Erik H. Erikson)( (1902 - 1994 عالم نفس تطوري ومحلل نفسي دنماركي-ألماني-أمريكي معروف بنظريته في التطور الاجتماعي للإنسان , أصر دائما على أنه كان فرويدي، وأن أفضل وصف بأنه من الفرويديين الجدد. حيث ركز على العوامل الحضارية والثقافية أكثر من البيولوجية ولاحقا المؤلفين وصفوه بأنه "عالم نفس الأنا إريكسون له الفضل أيضا كمنشئ لعلم نفس الأنا، الذي شدد على دور الأنا بأنها أكثر من خادم للهو وباحث لدراسة مراحل النمو الذي يمتد العمر كله وقد اشتهر بسبب ابتكاره لمفهوم أزمة الهوية.
فلسفة رياض الأطفال:
اختلف الفلاسفة حول مفهوم الفلسفة (philosophy)، رغم ذلك أشيع تعريفات كثيرة حول هذا المفهوم، ويطلق لفظ فلسفة على حب الحكمة وهو في الأصل كلمة يونانية مكونة من مقطعين (phiolo)، تعني حب، و (sophy)، تعني الحكمة، وتعد الفلسفة أم العلوم، إذ انبثقت منها فروع كثيرة، لها علاقة في التفسير وتحليل الظواهر.
ويوجد ارتباط بين الفلسفة والتربية، فيطلق عليها فلسفة التربية، وهي مجموعة المبادئ والأفكار النظرية التي يهتدي بها المربون في صناعة أهداف التربية وتحديد أساليبها ووسائلها وأنشطتها، وبتعبير أخر هي خطة لتوجيه العملية التربوية.
وفلسفة التربية هي التي تطبق الطريقة التربوية في ميدان الخبرات الإنسانية، لتحقيق الأهداف التربوية، ثم دراسة الفلسفات المختلفة التي تنمي عند الإنسان القدرة على إثارة الأسئلة، وتعمل على توضيح الفروق، والمفاهيم، التي تقوم عليها النظريات التربوية المختلفة، مما يسهل تطبيق النظريات في الميادين التربوية.
وهناك علاقة بين الفلسفة والتربية، فهما مظهران المفهوم واحد، وإذا كانت التربية هي الخبرة الانسانية التي تنقل الى الجيل الجديد، فإن تطبيق النظرة الفلسفية في ميدان التربية، يطلق عليه فلسفة التربية وهي متمثلة في الاهتمام بالنشيء ونقل المعارف في المجتمع، ولكل مجتمع إنساني فلسفته التربوية الخاصة به
نظرية أريك أريكسون:
تمتد نظرية أريك أريكسون في جذورها إلى نظرية التحليل النفسي، وترتبط هذه النظرية باتجاهات أخرى، كالاتجاهين الأنثربولوجي والاجتماعي، وهي تربط النمو بالتكيف، ولا يتم ذلك إلا عن طريق سد حاجات الطفل النفسية.
مما يميز نظرية أريكسون أنها تحدد مراحل النمو، وأن لكل مرحلة خصائصها النفسية التي تميزها من المراحل الأخرى ، وعلى من يشرف على الأطفال ويهتم بتوجيههم أن يدرك بأن لكل طفل خبراته الشخصية التي تسير ضمن قوانین نمائية ذاتية ، كما يؤكد أريكسون على أن التفاعل مستمر بين الإنسان والبيئة التي ينتمي إليها ، ويترتب على ذلك قيام الشخصية الإنسانية بوظائفها ، حتى يتخلص الطفل من مشاعر النقص والإحباطات ، وذلك متمثل في تحقيق حاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ويبين أريكسون أن عدم تلبية حاجات الطفل لا تحدث توافقة بينه وبين من يحيطون به ، وإن الاحساس بالاستقلال يبدأ من السنة الثالثة ومن هنا ، تبرز أهمية توجيه الإتجاهات توجيها سليمة، يؤدي إلى تحديد نمو القدرات الجسمية والعقلية ، ويحدد أريكسون عدة مراحل في تطور الشخصية الإنسانية وهي على النحو التالي :
الإحساس بالثقة:
يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تتكون خبرات الطفل ضمن سياق هذا المفهوم، من خلال صلته بوالديه، ومن يحيطون به، وتلعب سد حاجات الطفل البيولوجية دورا في تركيز هذا المفهوم تركيزة ايجابية، وعدم سد حاجات الطفل البيولوجية يؤدي الى التوتر وعدم الشعور بالراحة، وهذا يبدأ من وجهة نظر أريكسون منذ الولادة حتى سن سنة.
الإحساس بالاستقلال:
في هذه المرحلة ، يشعر الطفل بأنه مستقل ، ومع ذلك يكون الطفل قادرة على أن يستخدم الآخرين في مساعدته ، وتوجيهه ، في المسائل المهمة ، ويحتاج هذا الشعور بالاستقلال لكي ينمو ويظهر الى الجرأة ، ويؤكد أريكسون أن من سمات هذه المرحلة نضج الجهاز العضلي ، وما يترتب على هذا النضج من تأزر أنماط الحركة والأفعال كالمشي والكلام والقبض على الأشياء وتناولها مع ما يحيط بالطفل من بيئة خارجية ، وهذه القدرات تعد حاجات أساسية تدفع الفرد لأن يستخدمها في الارتياد والاكتشاف ، واستخدام سد حاجات الطفل الأساسية من خلال ذاته .
الإحساس بالمبادأة:
يبدأ هذا الإحساس في سن الرابعة أو الخامسة على حد رأي أريكسون ، ويتعامل الطفل في هذه المرحلة مع الأشياء المادية التي تحيط به مع الأشخاص الآخرين الذين يحيطون به، ويصبح لديه مشكلاته التي تتعلق به، ولابد من سد حاجات هذه المشكلات، خوفا من أن يؤدي في المحصلة النهائية إلى وجود بعض الاضطرابات النفسية عنده ، ومن المهم جدا في هذه المراحل تحقيق نموشخصية سوية ، وذلك يتم بتشجيع الطفل على القيام بمشروعاته ، وأعماله، وهذا يتم عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية والتعلم، وهذه الفترة تعد مهمة في بناء شخصية الطفل بناء سوية ، ويؤكد أريكسون على أهمية سد الحاجات البيولوجية والاجتماعية للطفل .
الإحساس بالإنجاز والإتمام:
تبدأ هذه المرحلة في سن السادسة من العمر، وتمتد الى سن الحادية عشرة، وتمتاز بالعمل الجاد والتحصيل، وفي هذه المرحلة، يكتسب الأطفال المعارف والخبرات والمهارات اللازمة للقيام بالأعمال ويكتسبون القواعد الاجتماعية.
الإحساس بالهوية:
وهناك مرحلة أخرى، مثل مرحلة الإحساس بالهوية، وتبدأ بسن المراهقة، ومرحلة الإحساس بالود والتالف، ومرحلة الإحساس الأبوي. وما يهمنا في هذه الدراسة هو المراحل الأربعة الأولى من نظرية اريكسون.
وقد ركز أريكسون في المراحل الأربع الأولى على بناء شخصية الطفل وتفاعلها مع الآخرين ولا يتم ذلك إلا بتحقيق حاجات الطفل البيولوجية والنفسية والاجتماعية ، فمن الناحية البيولوجية تتم في المرحلة الأولى سد حاجاته وإزالة التوتر النفسي بينه وبين أمه ، وبناء العلاقات الاجتماعية تبدأ في المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة يتم الاستقلال والمبادأه ، أما بناء شخصية الطفل الاجتماعية فتبدأ بمرحلة الإحساس بالإنجاز والإتمام ، وهذا يجعل من الطفل متفاع اجتماعية مع غيره من الأطفال ، ويطلق عليها اسم الفترة الاجتماعية .
وتعد نظرية أريكسون جزءا من نظريات التحليل النفسي، إذ ركزت على سد حاجات الطفل في المراحل النمائية التي يمر بها الطفل، ونرى من هذه النظرية أن سد حاجات الطفل البيولوجية والنفسية والاجتماعية يؤدي إلى التعلم.
ويمكن أن نلخص أهم الأفكار التربوية التي جاءت بها فلسفة اریکسون التربوية فيما يلي:
- إعطاء أهمية لطبيعة المرحلة النمائية التي يمر بها الطفل، بخاصة في تحديد أنماط السلوك.
- ركزت نظرية أريكسون على سد حاجات الطفل، من نواح بيولوجية ونفسية واجتماعية.
- تركز نظرية أريكسون على تفاعل الطفل مع الآخرين، وهذا يعطي للطفل نوعا من الثقة بالنفس.