خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي

تميز خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي عن غيره من المناهج الأخرى، إذ يعتبر بمثابة بحث علمي قائم على التجربة العلمية التي تكشف عن العلاقات السببية بين المتغيرات وذلك في ضوء ضبط كل العوامل المؤثرة في المتغير أو المتغيرات التابعة. ما عدا عاملاً يتحكم فيه الباحث ويغيره لغرض قياس تأثيره على المتغير أو المتغيرات التابعة.

 هذا ويختلف المنهج التجريبي عن غيره من المناهج البحثية الأخرى حيث أنه لا يقتصر على وصف الظواهر فحسب كما يحدث في البحوث الوصفية، أو مجرد سرد للأحداث التاريخي وتفسرها كما في البحوث التاريخية. ولكنه يهتم بالمتغيرات التي تتعلق بالظاهرة محل الدراس،

ونظراً لضرورة وأهمية المنهج التجريبي في مجالات البحث العلمي حرص المقال الحالي على التعرف بشكل مفصل على خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي والتعرف على أنواعه وأهم خطواته وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

1. ما تعريف المنهج التجريبي؟.
2. ما خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.
3. ما أنواع التجارب المستخدمة في المنهج التجريبي؟.
4. ما خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي؟.
5. خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي pdf.

يقصد بالمنهج التجريبي في البحث العلمي هو تغير متعمد ومضبوط للشروط المحددة للواقعة أو الظاهرة التي تكون موضوع الدراسة، ومن ثم ملاحظة ما ينتج عن هذا التغير من آثار في هذا الواقع والظاهرة.

المنهج التجريبي في البحث العلمي يهدف إلى كشف العلاقة السببية بين المتغيرات وفقاً لتصميم الموقف التجريبي أو التجربة. إذ أن التجربة تعني الملاحظة المقننة والمضبوطة لغرض استخلاص وتنظيم البيانات على أساس أدوات محددة.

ذات صلة: 

1. خطوات المنهج التجريــــبـي
2. مناهج البحث العلمي (المقارن، الماركسي والتجريبي)
3. البحث التجريبي
4. المنهج التجريبي في البحث العلمي
5. ما هو المنهج التجريبي؟

يتميز المنهج التجريبي بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من المناهج الأخرى وسوف نقوم بتناولها بالشرح التفصيلي كالتالي:

1. التكافؤ الإحصائي بين الأفراد في المجموعات البحثية.
2. المقارنة بين مجموعتين من الأفراد أو أكثر.
3. معالجة المتغيرات المستقلة.
4. قياس المتغير التابع.
5. استخدام الإحصاء الاستنتاجي.
6. ضبط المتغيرات الخارجية.

أولاً: التكافؤ الإحصائي بين الأفراد في المجموعات البحثية:

1. يسعى الباحث التجريبي عند تصميم البحث إلى أن تكون المجموعات البحثية متكافئة وذلك من أجل ضمان تفسير الفروق بين أداء أفرادها إلى فروق في المعالجات التجريبية التي يبحث تأثيرها.
2. لهذا لابد من تحقيق التكافؤ الإحصائي بين المجموعات عن طريق استخدام التعيين العشوائي.

ثانياً: المقارنة بين مجموعتين من الأفراد أو أكثر:

1. لا يمكن للباحث التجريبي إجراء تجربة بمجموعة واحدة من الأفراد وتعريضها إلى أكثر من ظرف في وقت واحد.
2. فإذا كان المطلوب مقارنة بين طرفين مختلفين أو أكثر على مجموعة واحده فلابد أن تكون هناك مجموعتان على الأقل لإجراء مثل هذه المقارنات.

ثالثاً: معالجة المتغيرات المستقلة:

1. تعتبر هذه الخاصية من الخصائص الهامة التي تميز البحوث التجريبية عن البحوث الأخرى.
2. المقصود بالمعالجة أن يقوم الباحث بتحديد قيم أو مستويات القيم للمتغيرات المستقلة لكي يقوم بإعداد بحثاً تجريبياً.
3. هذا ويجب الانتباه إلى أن هناك متغيرات كثيرة قد يكون لها تأثير على نتائج الدراسة ولا يمكن معالجتها لأنها متغيرات تصنيفيه مثل (الجنس، الحالة التعليمية للأبوين، الوضع الاقتصادي).

رابعاً: قياس المتغير التابع:

1. يقاس المتغير التابع في البحث التجريبي من خلال إعطائه قيم رقمية.
2. إذا كان يصعب قياسه رقمياً أو كمياً فإن البحث لا يمكن أن يكون في هذه الحالة تجريبياً.
3. قد يكون في البحث التجريبي متغيراً واحداً أو أكثر من المتغيرات التابعة.

خامساً: استخدام الإحصاء الاستنتاجي (الاستدلالي):

1. تتميز البحوث التجريبية باستخدام الإحصاء الاستدلالي بشكل واسع.
2. يعتمد هذا النوع من الإحصاء على استخدام الأرقام بدرجة أساسية.
3. يمُكِن الإحصاء الاستدلالي الباحثين من استخدام صيغ احتمالية للتعبير عن النتائج لغض التعميم على مجموعات متشابهة أو على المجتمع.

سادساً: ضبط المتغيرات الخارجية (الدخيلة):

1. كما تم ذكره من قبل أن هناك متغيرات خارجية لها تأثيرات على المتغير المستقل قيد الدراسة.
2. لذلك فإن ضبط المتغيرات الخارجية (الدخيلة) يعني استبعاد أثرها حتى لا تؤثر على نتائج البحث.
3. عملية الضبط لهذه المتغيرات تتم من خلال إما التأكد من أنها لا تؤثر على المتغير التابع أو جعل أثرها واحداً على المجموعات التي تخضع للتجربة.

تتعدد التجارب التي يتم استخدامها في المنهج التجريبي وسنقوم بتلخيصها إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهي كالتالي:

1. التجارب المخبرية.
2. التجارب الميدانية.
3. التجارب التمثيلية.

أولاً: التجارب المخبرية:

تتميز هذه التجارب بمجموعة من النقاط وهي:

1. يتم إجراءها في بيئة خاصة مصطنعة تختلف عن البيئة الطبيعية الأصلية للظاهرة، بحيث يحاول الباحث توفير ظروف أجواء يستطيع من خلالها التحكم في المتغيرات المستقلة بشكل يساعد على إعطاء نتائج كمية ودقيقة.
2. يحدث في مثل هذه التجارب عزل الظاهرة أو الحدث المدروس عن تأثير العوامل الخارجية.
3. إمكانية تكرار التجربة في مثل هذا النوع أكثر من مرة وبنفس الشروط.

ثانياً: التجارب الميدانية:

1. يتم في مثل هذا النوع من التجارب الجمع ما بين البيئة الطبيعية للظاهرة المدروسة والبيئة المخبرية من خلال توفير شروط معينة تساعد الباحث على التحكم في متغيرات الدراسة.
2. التجارب الميدانية هي أقرب إلى الواقع من التجارب المخبرية. ولكنها أقل منها مستوى في مجال القدرة على ضبط المتغيرات والتحكم بها.
3. بالتالي فإن النتائج تكون أقل دقة، خصوصاً وأن العوامل الخارجية هنا يكون لها دور هام في مجال التأثير على متغيرات الدراسة.

ثالثاً: التجارب التمثيلية:

1. هذه التجارب تجرى في وضع تمثيلي غير حقيقي ولكنه يكون مشابهاً لوضع أو موقف معين في الحياة الواقعية.
2. يقصد به أن التجارب التمثيلية تتم في أجواء مصطنعة وخاصة ولكنها قريبة ومشابهة للواقع.
3. في مثل هذا النوع من التجارب لا يستطيع الباحث التحكم في جميع متغيرات الدراسة.
4. حيث يضبط الباحث بعضها ويترك البعض الآخر إما عن قصد أو نتيجة عدم قدرته على ضبطها.
5. يستخدم الباحث في التجارب التمثيلية مجموعات معالجة تتكون من مجموعة أشخاص يحاولون تمثيل مجموعة معينة من الناس في الحياة الواقعية.

يمكن القول بأن المنهج التجريبي يختلف عن غيره من المناهج في خطوات البحث والتي تشمل إلى جانب تحديد المشكلة وصياغة الفروض ما يلي:

أولاً: تصميم واختيار التجربة:

1. يقصد بالتجربة هنا هي مجموعة من الإجراءات المنظمة والمقصودة التي سيتدخل من خلالها الباحث في إعادة تشكيل واقع الحدث أو الظاهرة محل البحث.
2. الوصول إلى نتائج تثبت الفروض أو تنفيها.
3. تصميم التجربة يتطلب درجة عالية من المهارة والكفاءة لأنه يتوجب على الباحث فيها حصر جميع العوامل والمتغيرات ذات العلاقة بالظاهرة المدروسة.
4. تحديد العامل المستقل المراد التعرف على دوره وتأثيره في الظاهرة ومن ثم ضبط العوامل الأخرى.
5. هذا ويشتمل تصميم التجربة على تحديد لمكان وزمان إجرائها وتجهيز واضح لوسائل قياس النتائج واختبار صدقها.

ثانياً: إجراء التجربة وتنفيذها:

في حالة تطبيق المنهج التجريبي لابد من تحديد نوعين من المتغيرات بشكل دقيق وواضح وهما (المتغير المستقل، والتغير التابع):

1- المتغير المستقل: يقصد به العامل الذي يريد الباحث قياس مدى تأثيره في الظاهرة محل الدراسة وعادةً ما يعرف باسم المتغير أو العامل التجريبي.

2- المتغير التابع (مشكلة الدراسة):

1. هذا المتغير هو نتاج تأثير العامل المستقل في الظاهرة. وعادةً ما يقوم  الباحث بصياغة فرضيته محاولاً إيجاد علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع.
2. لكي يتمكن الباحث من اختبار وجود هذه العلاقة أو عدم وجودها، لابد له من استبعاد وضبط تأثير العوامل الأخرى على الظاهرة قيد الدراسة لكي يتيح المجال للعامل المستقل وحده بالتأثير على المتغير التابع.
3. هذا وقد يتأثر المتغير التابع بالعديد من العوامل الخارجية وبإجراءات تنفيذ التجربة، لذلك لابد للباحث من ضبط العوامل وتحييدها ومنع تأثيرها على العامل التابع، لكي يستطيع تحقيق نتائج دقيقة وصحيحة.

يمكنك الحصول على معلومات أكثر عن خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي pdf من خلال الضغط على الرابط التالي (أضغط هنا).

عليان، ربحي مصطفى. (2004). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بين الأفكار الدولية. الأردن.

المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء

الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبد الرحيم. (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. الطبعة الأولى. دار الرضوان للنشر والتوزيع. عمان.

الحمداني، موفق والجادري، عدنان وقنديلجي، عامر وبني هاني، عبدالرازق وأبوزينه، فريد. (2006). مناهج البحث العلمي الكتاب الأول أساسيات البحث العلمي. الطبعة الأولى. الوراق للنشر والتوزيع. الأردن.