طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر

2021/12/05   الكاتب :د. يحيى سعد
عدد المشاهدات(22277)

هذا المقال يلقي الضوء على نشأة نظرية الذكاءات المتعددة، كما يتناول أسس نظرية جاردنر وأنواع الذكاءات المتعددة، بالإضافة إلى سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة ومميزاتها.

 

 

يعد الذكاء من الموضوعات الهامة في علم النفس؛ فقد سعى العديد من علماء النفس إلى تقديم تعريف للذكاء، وصياغة العديد من النظريات التي حاولت إيجاد تفسير للذكاء البشري. وكان من أشهر هذه النظريات: نظرية الذكاء الناجح لستيرنبرج، والتي تناولناها في مقال سابق. وكذلك نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر التي صاغها في عام 1983م. وفي هذا المقال سنتناول نشأة نظرية الذكاءات المتعددة، بالإضافة إلى أسس نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر، وأنواع الذكاءات المتعددة، وأخيرا نتناول مميزات نظرية الذكاءات المتعددة وسلبياتها.

 

نشأة نظرية الذكاءات المتعددة

لا شك أن فكرة وجود جوانب عديدة للذكاء قد طرقت أذهان الكثيرين قبل جاردنر، فإن نظرية القدرات المنفصلة يمكن أن تمثل صورة أولية ساعدت في نشأة نظرية الذكاءات المتعددة. كما تناول الكاتب المصري أحمد أمين عدداً من أنواع الذكاءات المتعددة في مقال له نشر عام 1966م. إلا أن جاردنر هو الذي توصل لصياغة النظرية، فاستطاع أن يضع أسس نظرية الذكاءات المتعددة، ويصف بعضاً من أنواع الذكاءات المتعددة. ففي أواخر القرن العشرين استطاع عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر أن يقدم نظرية الذكاءات المتعددة، التي نشرها في كتابه (أطر العقل). وقد ظل جاردنر يطور نظرية الذكاءات المتعددة لمدة تزيد على عشرين عاماً حتى خرج بها إلى النور في عام 1983م.

وقد تأثرت نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر بنظرية ثيرستون (القدرات المنفصلة)، ولم تتأثر بنظرية الذكاء المتعدد لجليفورد. فبالرغم من تشابه الاسم إلا أن نظرية الذكاءات المتعددة لجليفورد تتباين كلياً مع نظرية الذكاء المتعدد لجليفورد، ويتجلى هذا التباين في نشأة نظرية الذكاءات المتعددة. فقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر ثمرة لملاحظاته على العديد من الأفراد. حيث لاحظ جاردنر أن العديد من الأفراد قاصرون عن تحصيل درجات مرتفعة في اختبار الذكاء على الرغم من أنهم يتمتعون بحظ عظيم من العبقرية والقدرات المذهلة في العديد من ميادين الحياة. وقد كانت هذه الملاحظات هي ما أشعل فتيل نشأة نظرية الذكاءات المتعددة.

 

أسس نظرية الذكاءات المتعددة وأنواع الذكاءات

رأى جاردنر أن الذكاء يمثل بنية معقدة تتكون من العديد من القدرات المستقلة عن بعضها البعض. فقد رأى جاردنر أن كلاً من تلك القدرات تمثل نوعاً من أنواع الذكاء، وكل نوع من أنواع الذكاء تختص به منطقة عينة في الدماغ البشري. وكانت تلك هي الفكرة الرئيسية التي استطاع من خلالها جاردنر صياغة أسس نظرية الذكاءات المتعددة. لذلك فقد استنتج جاردنر أن تفوق الفرد في إحدى هذه القدرات لا يعني بالضرورة تفوقه في سائر القدرات الأخرى. وقد استند جاردنر في صياغة أسس نظرية الذكاءات المتعددة إلى حقيقة طبية، وهي أن الضرر الذي يصيب بعض مناطق الدماغ.. من الممكن أن يؤثر في بعض الوظائف العقلية دون التأثير على باقي القدرات.

إلا أن سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر قد بدأت في الظهور، حين أقر جاردنر بقصوره عن تحديد كافة القدرات التي يشتمل عليها الذكاء. لكنه مع ذلك استطاع أن يصف سبعة من أنواع الذكاءات المتعددة، وهي:

  • الذكاء اللغوي: وهذا النوع من أنواع الذكاءات المتعددة يتمثل في حساسية الأفراد للمقاطع اللغوية والمفردات والألفاظ والمعاني. ولا شك أن الشعراء والكتاب يتميزون بهذا النوع من أنواع الذكاء.
  • الذكاء المنطقي الرياضي: ويتمثل في قدرة الفرد على الاستدلال المنطقي والتدرج من الجزئيات إلى الكليات، والنزول من الكليات إلى الجزئيات. ويتميز المتخصصون في الفلسفة أو الرياضيات بهذا النوع من الذكاء.
  • الذكاء الموسيقي: وهذا النوع من أنواع الذكاءات المتعددة يوجد لدى المغنيين والملحنين والموسيقيين. ويمتاز صاحبه بالقدرة على ابتكار الألحان الموسيقية وتذوق جماليتها.
  • الذكاء المكاني: ويتمثل في قدرة صاحبه على إدراك المكان والشكل والفراغ. ويمتاز المهندسون المعماريون بهذا النوع من الذكاء.
  • الذكاء الحركي الجسمي: الذي غالباً ما يوجد لدى اللاعبين والراقصين والحرفيين. حيث يمتاز أحدهم بالقدرة على أداء المهارات الحركية الدقيقة بسرعة وكفاءة.
  • الذكاء الاجتماعي: وهذا النوع من أنواع الذكاء يتمثل في قدرة الفرد على التفاهم الجيد مع الأشخاص، وإقامة علاقات اجتماعية سليمة، وحوارات ودودة.
  • الذكاء الشخصي: ويتمثل في قدرة الفرد على فهم شخصيته، وإدراك دوافع ذاته، ومكامن القوة والضعف فيها.

 

سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة

ثمة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي دارت حول سلبيات وإيجابيات نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر، مما يعني أن أثر النظرية لا زال مستمراً إلى يومنا هذا في المجتمع العلمي. ومن سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة:

  • يرى العديد من علماء النفس أن أهم سلبيات نظرية الذكاءات يكمن في هشاشتها الأدلة العلمية التي استند عليها جاردنر. فإن أسس نظرية الذكاءات المتعددة تقتصر على ملاحظات جاردنر وتفسيراته، لكنها تفتقر إلى أدلة علمية تدعمها.
  • رأى البعض أن كل ما فعله جاردنر لا يتجاوز تحريف مصطلح الذكاء، وإخراجه عن المعنى المتعارف عليه، إلى معنى جديد يشتمل على القدرات أو الكفاءات المختلفة. وهذه من أهم سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر.

إذا كنت تبحث عن عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه تتعلق بنظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر فدونا مقالنا: عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في الذكاءات المتعددة.

 

خاتمة

لا شك أن سلبيات نظرية الذكاءات المتعددة تعد قليلة، إذا ما قورنت بمميزات نظرية الذكاءات المتعددة. فمن مميزات نظرية الذكاءات المتعددة أنها أتاحت الفرصة أمام علماء النفس ليفهموا الذكاء على نحو أفضل، بدلاً من جعل مصطلح الذكاء حكراً على نوع واحد من أنواع الذكاءات المتعددة. ولا شك أن مميزات نظرية الذكاءات المتعددة قد دفعتها لتكون في مقدمة النظريات المفسرة للذكاء في علم النفس.

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: