يرى بعض علماء السلوك، من بينهم سكنر، أن السلوك الإنساني أمر خاضع للقواعد، أي أن من الممكن فهم السلوك الإنساني وتفسيره، كما يرى سكنر أن البيئة هي المسؤول الأساسي عن نشأة السلوك الإنساني. ولعل هذا هو الأساس الذي بنى عليه سكنر نظريته في فهم السلوك الإنساني. أما الفكرة الثانية التي تمهد الطريق أمام القارئ لتلقي نظرية سكنر هي أن ثمة نوعين مختلفين من السلوكيات الإنسانية، النوع الأول هي الأنماط السلوكية التي تنشأ كاستجابة للمؤثرات الخارجية، كإغماض العين استجابة لهبوب الهواء. أما النوع الثاني فهو السلوك الإجرائي (operant behavior) وهذا النوع من السلوك الإنساني يؤثر في الواقع ويغير البيئة، لذا فإن السلوك الإجرائي يأتي على رأس اهتمامات المنظرين الإجرائيين وعلى رأسهم سكنر.
نشأة ومفهوم نظرية الاشتراط الإجرائي لسكنر
أما نظرية سكنر الاشتراط الإجرائي فترى إمكانية تعزيز مجموعة الإجراءات التي يعمل بها الشخص المتعلم، من أجل تعلم نمط محدد ومعين من السلوك، هذا التعزيز يجعل استجابة المتعلم تتم بشكل أفضل، الأمر الذي ينعكس على عملية التعلم، فيجعلها تتم بشكل صحيح وفعال عند القيام بتعزيز الاستجابات الصحيحة، ولمزيد من التوضيح نقول: إن التعزيز يعد واحداً من أهم العوامل النفسية المؤثرة على الاستجابات، فالطالب الذي يطلب منه معلمه الإجابة على سؤال ما (المثير) يقدم إجابته (الاستجابة) للمرة الأولى بشكل متردد، وعندما يقوم المعلم بتأكيد صحة إجابة الطالب.. يتحقق من الطالب من إجابته، وهو ما يعرف بتعزيز الاستجابة ودعمها وتكرارها في حالة تكرار المثير. لذلك فإن نظرية سكنر الاشتراط الإجرائي قد فتحت الباب أما المشتغلين بالتعليم وتعديل السلوك، خاصة تعليم المعاقين في المدارس، حيث تمكنت نظرية سكنر الإشراط الإجرائي أن تقدم تفسيراً لسلوك الإنسان المعقد.