تحتوي خطة البحث العلمي على مجموعة من المكونات والعناصر الرئيسية المتشابهة بين جميع الأبحاث العلمية في مختلف المجالات، ويختلف محتوى هذه العناصر باختلاف البحث الذي يتم تقديم، وتتمثل عناصر خطة البحث العلمي في الآتي:
- تحديد مشكلة الدراسة.
- عنوان الدراسة.
- مقدمة الدراسة.
- صياغة الأسئلة والفروض.
- توضيح أهمية الدراسة النظرية والتطبيقية.
- أهداف الدراسة.
- حدود الدراسة ومصطلحاتها.
- الإطار النظري والدراسات السابقة.
- قائمة المصادر.
أولاً: تحديد مشكلة الدراسة:
خطة البحث العلمي وعناصره تبدأ من تحديد مشكلة الدراسة، إذ تعد مشكلة الدراسة بمثابة المحور الرئيسي الذي يدور حوله البحث والتي تدفع الباحث للقيام بالبحث، هذا وتوجد بعض من الاعتبارات المنهجية والعلمية التي يجب أن يراعيها الباحث عند تحديد مشكلة البحث وهي كالتالي:
- يجب أن تكون المشكلة في نطاق تخصص الباحث ومجال اهتماماته البحثية.
- من الضروري أن تكون المشكلة ذات قيمة علمية وعملية. هذا يعني أن يتناول البحث مشكلة مهمة من الناحية العلمية أو بالنسبة للمجتمع أو لكليهما معاً.
- يجب أن تكون المشكلة غير مكررة أي لم يتناولها الباحثون بالبحث من قبل أو أن يكون تم تناولها من زوايا غير الزاوية التي ينوي الباحث أن يتناولها منها. هذا يعني محاولة طرق جوانب جديدة أو لجوانب قديمة لم يتوصل الباحثون لنتائج قاطعة بخصوصها.
- يستحسن أن تكون المشكلة إضافة حقيقية للمعرفة أي أن يسأل الباحث نفسه ما هي الإضافة التي سوف يضيفها هذا البحث للمعرفة.
- يجب أن تكون المشكلة واقعية مرتبطة بواقع المجتمع. هذه النقطة سوف ترفع من قيمة البحث لأنه سوف يكون بحث تطبيقي يتناول بالتحليل والتقصي المشاكل التي تواجه المجتمع.
- مراعاة الصعوبات الاجتماعية والسياسية عند تحديد مشكلة البحث والتأكد من أن المشكلة قابلة للبحث ويمكن للباحث أن يتحصل على المعلومات الضرورية للدراسة.
- يجب على الباحث أن يحدد مشكلة البحث بوضوح أي أن يكون الموضوع محدداً وليس موضوعاً عاماً واسعاً يحتوي على كثير من المشاكل الفرعية.
- على الباحث أن يشرح المصطلحات التي سوف يستخدمها في بحثه حتى يتجنب اللبس ويتمكن من توصيل ما يريده للقارئ.
ثانياً: عنوان الدراسة:
تشمل خطة البحث العلمي وعناصرها صياغة عنوان الدراسة بأسلوب منطقي واضح ودقيق بعيداً عن العمومية والغموض، لذلك توجد بعض المعايير التي يجب على الباحثين مراعاتها عند اختيار عنوان البحث وهي:
- أن يكون العنوان محدداً ومحتصراً.
- يجب أن يعبر العنوان تعبيراً دقيقاً لموضوع البحث.
- أن تستخدم لغة ومفردات بسيطة غير معقدة وسليمة لغوياً.
- يجب البعد عن المصطلحات التي تحتمل أكثر من معنى وذلك بغرض البعد عن اللبس والغموض.
- أن يتضمن الحدود الزمانية والمكانية والتي سوف يتناولها الباحث بالدراسة.
ثالثاً: مقدمة الدراسة:
- تتضمن خطة البحث العلمي وعناصرها مقدمة الدراسة والتي تمثل الصورة الأولية عن كامل البحث، وتساعد المستفيد من البحث في اتخاذ القرار بمتابعة قراءة البحث، أو العدول عنه.
- تبدأ المقدمة بإيجاز موضوع البحث مع تحديد سبب اختيار عنوان البحث العلمي الذي قام الباحث بطرحه.
- مقدمة الدراسة تهيئ القارئ تدريجيًا من الحديث العام عن الموضوع إلى التخصص بالموضوع الدقيق للعنوان المطروح.
- تشتمل مقدمة الدراسة على ملخص موجز يتسم بالوضوح والمنهجية للأسس النظرية لمشكلة الدراسة.
رابعاً: صياغة الأسئلة والفروض:
- يختص هذا العنصر من خطة البحث العلمي وعناصرها بتحديد الأسئلة التي يتوجب على الباحث الإجابة عنها في نهاية بحثه العلمي.
- يجب أن تكون أسئلة البحث مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمشكلة الدراسة التي تم توثيقها، إضافة إلى الصياغة الجيدة والواضحة والدقيقة للأسئلة.
- تمثل الفروض النتائج المتوقعة من قبل الباحث قبل البدء ببحثه، استناداً لخبرة الباحث، والاطلاع على دراسات سابقة مشابهة تم إجراؤها، والتي تفيد الباحث في تكوين موقف مبدئي اتجاه الأسئلة البحثية المطروحة.
خامساً: تفصيل أهمية الدراسة بين نظرية وتطبيقية:
- تبرر أهمية الدراسة في خطة البحث العلمي وعناصرها سبب القيام بالبحث العلمي، وما سيقدمه هذا البحث من نتائج وتوصيات مفيدة عند انتهاء البحث.
- يجب على الباحث إظهار هذه الأهمية بشقيها النظري والتطبيقي، حيث تركز الأهمية التطبيقية على ما سيقدمه البحث من منفعة علمية، إضافة إلى التطبيقات التي ستتاح نتيجة نجاح البحث العلمي سواء في الوقت الحالي أو المستقبلي.
- على الجانب الآخر تجسد الأهمية النظرية ما سيقدمه البحث من معلومات علمية وفيرة بعد الوصول للنتائج النهائية للمشكلة البحثية التي هي محل الدراسة والبحث.
سادساً: أهداف الدراسة:
توضح هذه الجزئية من خطة البحث العلمي وعناصرها الأهداف المرجوة التي يسعى الباحث للوصول إليها من خلال إجرائه للبحث العلمي، ويجب على الباحث اتباع الآتي:
- يتعين على الباحث العلمي وضع أهداف مرتبطة بموضوع البحث، إضافة إلى الواقعية والوضوح والتحديد الدقيق.
- في هذه المرحلة يقوم الباحث بعرض وصياغة الأهداف المرجوة من دراسته البحثية وبلورتها اعتماداً على الدراسات السابقة التي اطلع عليها وتحديدها وصياغتها بلغة سليمة بعيدة عن العمومية والغموض.
- يفضل أن يقوم الباحث بتعدد الأهداف في شكل نقاط مرقمة وقصيرة موضحاً الأهداف الرئيسية فقط.
- تساعد عملية عرض أهداف البحث العلمي الباحث على التركيز في بحثه لتحقيقها والوصول إليها.
- يعتمد القائمين على تقييم البحث العلمي على النظر إلى الأهداف التي يسعى الباحث إلى تحقيقها والتي تعكس مدى أهمية بحثه العلمي، ومن ثم اختبار مدى تحقيق البحث لها.
- عرض أهداف البحث تعكس ما إذا نجح البحث العلمي وإجراءاته في تحقيق الغرض منه أم لا
سابعاً: الحدود والمصطلحات الخاصة بالدراسة:
- تفرض حدود الدراسة في خطة البحث العلمي وعناصرها القيود التي يتوجب على الباحث الالتزام بها أثناء القيام ببحثه.
- تتعدد هذه الحدود لتشمل الحدود الزمانية والمكانية والبشرية.
- يجب على الباحث تحديد الإطار الزماني والمكاني وطبيعة مفردات العينة قبل البدء بالبحث، ويُفرَض على الباحث عدم تجاوز هذه الحدود طوال فترة البحث.
- تشمل وضع المصطلحات الأساسية الخاصة بالدراسة مجموعة من التعريفات التي تشرح بعض المعاني التخصصية ضمن البحث، إضافة للمصطلحات الغامضة أو التي تحتمل أكثر من تفسير ضمن البحث الذي يتم إعداده.
- تُجنِب قائمة مصطلحات الدراسة الوقوع في أي خطأ من أخطاء التفسير للقارئ، لتمنع الشك بصحة النتائج التي توصل إليها البحث الذي تمت دراسته، ومن ثم الوقوف على المعنى المقصود للباحث.
ثامناً: الإطار النظري والدراسات السابقة:
- تكمن أهمية الإطار النظري كأحد مكونات خطة البحث العلمي وعناصرها في تعزيز فهم الأساس العلمي للوصول إلى مرتكزات الحل لمشاكل البحث العلمي المفروضة.
- يُفترَض من الباحث تقديم المعلومات الكافية التي يستطيع من خلالها إنجاز القسم التطبيقي من البحث، مع مراعاة عدم التوسع بالإطار النظري والخروج عن المشكلة الأساسية للبحث.
- توضح الدراسات السابقة ما تم الوصول إليه من نتائج ومعلومات بخصوص موضوع البحث.
- يلجأ الباحث عادةً إلى الدراسات السابقة لاستنتاج متغيرات البحث والعلاقات التي تتناسب مع البحث الخاص به، وشرح ما الجديد في البحث الذي سيقوم به، والذي لم تقم به الأبحاث السابقة.
- على الباحث العلمي إيراد الدراسات السابقة ضمن البحث بأسلوب متميز يعكس فهمه لتلك الدراسات ومدى ارتباطها بموضوع البحث الخاص به.
- الابتعاد عن استخدام أسلوب التجميع أو العرض المستقل للدراسات، ويجب على الباحث مراعاة الانتقال التدريجي للأبحاث من أكثر الأبحاث عمومية إلى الأكثر خصوصية.
- إضافة إلى ذلك مراعاة الترتيب الزمني للأبحاث من الأقدم للأحدث.
تاسعاً: قائمة المصادر:
- قائمة المصادر في خطة البحث العلمي وعناصر تمثل القائمة التي يعتمد عليها الباحث في كتابة بحثه العلمي.
- عند ذكر المصادر في خطة البحث العلمي وعناصرها يجب على الباحث جمع البيانات الكاملة للمصدر وتدوينها في نهاية البحث.
- يجب أن تشمل قائمة المصادر على اسم المؤلف وعنوان المصدر ورقم الطبعة ومكان النشر والناشر وسنة النشر والصفحات التي استعان بها الباحث من هذا المصدر وتدوينها في صفحة مستقلة في نهاية البحث.
- الالتزام التام بآلية التوثيق المعتمدة من الجهة المقدم إليها خطة البحث سواء في متن الخطة أو في قائمة المصادر.
- قائمة المصادر يجب أن تكون متنوعة ما بين الكتب والرسائل العلمية والبحوث وغيرها من المصادر الأولية والثانوية.