كيف تكتب مقالاً ابداعياً ؟

كثير من الباحثين والأساتذة يرغبون في كتابة المقالات العلمية الإبداعية ولكي تتعرف على كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً يجب أن تعرف أولاً أن الخطوة الأولى لكتابة أي مقال علمي إبداعي هي تحديد الموضوع المراد الكتابة عنه، وأن الكتابة العلمية تعد أحد دعائم البحث العلمي لتبادل المعلومات العلمية بين المؤلف وأقرانه في نفس المجال، وبينه وبين جمهوره من القراء بشكل عام.

هذا ويجب أن يكون هدف المؤلف الرئيسي من كتابة أي مقالة علمية إبداعية هو إيصال المعلومة بطريقة سهلة وسلسة تجذب انتباه القارئ وتساعده على فهم واستيعاب الفكرة المطروحة، ومن ثم استنباط أفكار أخرى جديدة، ولكي تعرف كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً حرصنا من خلال هذا المقال على توضيح أهم الخطوات التي تساعدك على تعلم كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً، وذلك من خلال الخطوات التالية، وهي:

1. ما المقال العلمي؟.
2. كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً؟.
3. ما الأمور التي يجب مراعاتها عند كتابة المقال العلمي الإبداعي؟.
4. ما الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى رفض المقال العلمي؟.
5. كيف يتم الرد على ملاحظات مراجعين المقال العلمي؟.
6. كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً PDF.

1. المقال العلمي هو المنتج النهائي مكتوباً لعمل يدوي أو آلي أو مخبري أو حقلي أو فكري أو لمزيج منها جميعاً أو بعضاً، ينتج عن التحليل والتمحيص والمقارنة. وقد يستغرق الكاتب وقتاً طويلاً أو قصيراً، من أجل إيصال نتائجه وأفكاره على شكل مقالة مكتوبة.
2. المقال العملي هو عمل أكاديمي يعتمد على بحث أصلي يتضمن تحليل وتفسير من جانب المؤلف، وغالباً ما تتطلب المقالات العلمية الكثير من العمل والتي في النهاية يتم نشرها في المجلات العلمية المحكمة.
3. المقال العلمي هو تقرير مكتوب ومنشور يصف النتائج الأصلية للبحث العلمي، وكتابته تعني التواصل مع الغير من أجل أن يكون فعالاً يجب أن يتميز بسهولة قراءته ومصداقيته.

لكي تتمكن من معرفة كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً يجب التعرف على خطوات ومكونات كتابة المقال العلمي، والتي تتمثل في الآتي:

1. العنوان.
2. المؤلفون.
3. الملخص.
4. المقدمة.
5. مواد وطرق البحث.
6. النتائج.
7. المناقشة.
8. المراجع.

أولاً: العنوان:

• تكمن أهمية العنوان في كونه أول ما يلفت انتباه القارئ ليقرر ما إذا كانت المقالة تقع ضمن اهتماماته أم لا.
• يجب أن يكون العنوان قصيراً جزلاً لافتاً للانتباه ومعبراً عن حقيقة ومحتوى المقالة وفكرتها الرئيسية.
• من الضروري أن يخلو المقال قدر الإمكان من العبارات التقنية أو المصطلحات الصعبة التي لا يفهمها إلا المختصون.

ثانياً: المؤلفون:

• تتضمن هذه الخطوة اسم المؤلف أو مجموعة المؤلفين الذين شاركوا في إنجاز العمل، وذلك وفقاً لدرجة مساهمة كل منهم في تصميم الدراسة وتنفيذها وكتابتها.
• ترتيب المؤلفين في قائمة التأليف يتم تحديده غالباً بالاتفاق فيما بينهم، وبنسبة مساهمة كل مؤلف، وقد ينتج عن ذلك في بعض الأحيان نزاعات على أولوية التموضع في القائمة.
• المساهمة العلمية والكتابية لا يمكن قياسها مادياً  لكي يقال أن هذا وذاك ساهما نفس القدر من العمل،  لذلك ينبغي تفادي هذا النوع من الادعاء  اللامنطقي في التأليف العلمي.

ثالثاً: الملخص:

• يهدف الملخص إلى عرض موجز لبقية أقسام المقالة باقتضاب، مع التركيز على أهم النتائج وما تعنيه أو تمثله من قيمة علمية وفكرية.
• الملخص هو صورة مصغرة للمقالة كاملة وبكون مضغوطاً في بضع جمل فقط من أجل إيصال الفكرة والنتيجة الرئيسية من العمل، الأمر الذي يسمح للقارئ بإجراء مسح سريع لمحتوى المقالة العلمية واستنباط فكرتها.

1. تعريف الأهداف من الدراسة والاستنتاجات.
2. تحديد العبارات الهامة من الطريقة المستخدمة.
3. تحديد النتائج الهامة ومراعاة صياغتها بشكل واضح ومترابط.
4. تحديد فكرة البحث في الفقرة الأولى وإزالة أي عبارات غير ضرورية.
5. مراجعة شاملة لما قمت بكتابته في الملخص يجعله يعطي صورة واضحة عن الموضوع.
6. تدقيق الملخص بما يتناسب مع توجيهات المجلة المراد النشر فيها سواء عدد الكلمات أو الشكل.

رابعاً: المقدمة:

• تهدف المقدمة إلى تمهيد الدخول إلى صلب الموضوع، ومن ثم إعطاء تبرير مقنع لأهميته وسبب اختياره للدراسة.
• من أهم قواعد كتابة المقدمة هي البدء بالعموميات ثم التدرج شيئاً فشيئاً إلى خصوصيات الموضوع محل الدراسة.
• تعتمد المقدمة على تقديم إطار عام لمشكلة البحث المدروسة وموقعها بالنسبة للمعرفة العلمية بالعودة إلى المراجع ذات الصلة والمقالات العلمية الإبداعية المنشورة حول الموضوع محل الدراسة.

1. ابدأ المقدمة بكتابة ملخص عن المشكلة التي تقوم بدراستها.
2. حدد الأهداف وما تود القيام به في البحث.
3. حدد ما الهدف العلمي والأهمية العلمية للبحث الذي تقوم به مقارنةً مع ما سبقه من أبحاث.
4. قم بتمهيد القارئ للموضوع بشكل واضح ومبسط مع إجمال ما سبق أن نشره الآخرون.
5. احرص على توضيح نظريتك بشكل مبسط ومختصر والتعريف بأي اختصارات ترد في محتوى المقدمة.

خامساً: مواد وطرق البحث:

1. مواد وطرق البحث وإجراء الدراسة تهدف إلى إعطاء تسلسل منطقي ومعلومات كافية عن المواد والطرق التي تم إنجاز العمل بها، بالإضافة إلى تفاصيل وافية تمكن باحث آخر في نفس المجال.
2. من الأفضل تفادي ذكر أي نتائج في هذا القسم وتخصيصه فقط لسرد المواد المستخدمة ووصف طريقة وخطوات العمل بوضوح.
3. في حال إذا كان خطوات العمل طويلة ومعقدة، يمكن الاستعانة بتوضيحات أو صور ورسومات لتبسيط مبدأ التجربة وتسهيل فهمها وتطبيقها عملياً.

1. القيام بترتيب الخطوات التي اتبعها الباحث في بحثه.
2. استخدام الزمن الماضي البسيط في الكتابة دوماً.
3. القيام بوصف التجربة والطريقة بدقة ووضوح، بما في ذلك النظريات الجديدة التي قام الباحث باختبارها.
4. توضيح السبب وراء كل خطوة لإجراء البحث.
5. يجب أن تكون كافة وحدات المقال متناسقة مع بعضها البعض.
6. تجنب استعراض أي معلومات ليس لها علاقة بالموضوع.

سادساً: النتائج:

1. يقوم الباحث بعرض النتائج التي تحصّل عليها مع دعمها إن أمكن ببيانات كمية أو نوعية للتأكيد على قابليتها للتطبيق.
2. يمكن تقديمها إن كان ذلك مناسباً في جداول أو رسومات بيانية لتوضيح الأهمية والفروقات بينها.
3. عند الاستعانة بالجداول يجب ترقيمها تسلسلياً مع بيان محتوى كل جدول في أعلى الجدول، إضافة إلى ذلك وحدات القياس المستخدمة إن وجدت.
4. يمكن تجزئة قسم النتائج إلى أبواب فرعية أو فقرات تبعاً لأهميتها واستقلاليتها.
5. ليس بالضرورة أن تكون النتيجة مطابقة للتوقعات، ومن الممكن أحياناً أن يحصل الباحث على نتائج غير متوقعة أو غريبة أو ليس كما يريد، وهذه ليست بمشكلة طالما أعطى الباحث تفسيراً واضحاً ومقنعاً لذلك.

سابعاً: المناقشة:

1. يعتبر قسم المناقشة من أصعب أقسام كتابة المقالة العلمية، بما يتضمنه من تفسيرات أو شروحات قد تكون شخصية أو حدسية.
2. قد يبنى المؤلف على المناقشة استنتاجات غير موضوعية أو خاطئة أو مبالغ فيها.
3. يكتب قسم المناقشة بطريقة معاكسة لطريقة كتابة المقدمة أي تبدأ المناقشة من معالجة النتائج وخصوصية الموضوع المدرسية والمخرجات التي تم  الحصول عليها إلى العموميات ضمن السياق العام للمعرفة العلمية المرتبطة بالموضوع نفسه.

1. تقديم شرح واضح ومفصل لما يمكن أن تعنيه النتائج، وما هو تفسير حدوثها.
2. ما أهمية هذه النتائج في ضوء المعرفة العلمية المتاحة، وما الانعكاسات الإيجابية أو السلبية التي يمكن أن تنبثق منها.
3. هل تؤكد النتائج أم تتعارض مع نتائج الدراسات الأخرى من خلال المقارنة مع ما هو منشور في نفس الموضوع.
4. ما سلبيات وإيجابيات الدراسة التي تمت، والنتائج التي تم الحصول عليها وكيف يمكن تفادي السلبيات لمن يريد تكرار نفس التجربة أو إجراء تجارب مشابهة أو محسنة.
5. اقتراح تجارب أو بحوث مستقبلية بناء على نتائج الدراسة الحالية، أو اعتماداً على ما طرحته من أسئلة وثغرات جديدة تحتاج إلى دراسات أخرى للإجابة عنها بشكل واضح.

ثامناً: المراجع:

1. لكل مجلة أو دورية أسلوبها الخاص في طريقة عرض وترتيب المراجع، هجائياً أو حسب ترتيب ورودها في النص، ولكن تكاد جميعها تتفق في النقاط التالية:
2. ذكر المراجع التي تتعلق موضوع الدراسة فقط والتي اعتمد عليها الباحث وتجنب ذكر المراجع التي لم يستشهد بها.
3. أن تكون المراجع مكتوبة بطريقة صحيحة، وخالية من الأخطاء اللغوية والإملائية.
4. يجب ذكر المصدر بكافة بياناته وأن يتحلى الباحث بالأمانة العلمية والصدق والشفافية.
5. أن تكون المراجع حديثة شاملة وتحتوي على أحدث ما وصل إليه العلم في المجال المكتوب عنه.

لكي تعرف كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً هناك عدة أمور يجب مراعاتها أثناء كتابة المقال الإبداعي، وهي كالتالي:

1. الكتابة بأسلوب علمي ولغوي مفهوم وواضح خالٍ من الأخطاء اللغوية والإملائية.
2. الابتعاد عن استخدام الرموز والاختصارات الكثيرة دون إعطاء شرح لما تعنيه عند ذكرها أول مرة.
3. الابتعاد عن التهويل والتضخيم والمبالغة في تفسير النتائج والتعويل عليها.
4. مراعاة استخدام علامات الترقيم إن أمكن لأنها تساعد على تمييز وفهم المقاصد والمعاني، وتجنب اللبس والغموض.
5. نظراً لتمتع اللغة العربية بكثير من المرونة والقدرة على التعبير بأكثر من طريقة وأسلوب يجب أن تكون طريقة الكتابة المألوفة هي الابتداء بالفعل، ثم الفاعل ثم المفعول به أو بقية الجملة.
6. ينصح بتجزئة الجملة الطويلة إلى جمل قصيرة وربطها، إن كان بينها ربط بأداة وصل أو عطف مناسب. دون إسراف.

إن الحاجة للإجابة على سؤال كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً تعد شيئاً ضرورياً للتعرف على الأخطاء الشائعة التي تسبب رفض نشر المقال العلمي، ونذكر من أهم هذه الأخطاء الآتي:

1. عدم لائمة موضوع المقال العلمي للمجلة.
2. اللغة سيئة جداً وغير مفهومة وهناك العديد من الأخطاء اللغوية والنحوية.
3. المقال لا يأت بجديد، وهو أقرب لتقرير تقني منه لمقال علمي إبداعي. أي يفتقر المقال للإبداع والابتكار.
4. فكرة المقال قديمة وتم نشرها فيما سبق في أماكن أخرى.
5. المقال أو أجزاء منه مأخوذة من أماكن أخرى دون الرجوع إليها كمصدر.

للحصول على معلومات وإجابات أكثر عن كيف تكتب مقالاً علمياً إبداعياً يمكنك الاطلاع والتحميل المجاني لمبادئ عامة لكتابة مقالة علمية pdf كنسخة إلكترونية جاهزة للتحميل المباشر من خلال الرابط التالي (اضغط هنا).

مصطفى، خالد. (2018). مبادئ عامة لكتابة مقالة علمية. محور الأرشيف العربي العلمي، 1- 10.

فضيل، دليو. (2021). مكونات المقال العلمي، الورشات التكوينية حول كيفية إعداد ونشر مقال علمي.