تساؤلات البحث العلمي

بعد أن ينتهي الباحث العلمي من تحديد عنوان البحث والمشكلة البحثية بصورة واضحة ودقيقة، يقوم بوضع أسئلة أو فرضيات تتعلق بموضوع الدراسة، والتي يقوم الباحث تساؤلات البحث العلمي بدراستها والتأكد من صحتها، ويجب أن يراعي الباحث عند وضع الأسئلة والفرضيات أن تغطي كافة جوانب البحث العلمي.

يتناول المقال الحالي تساؤلات البحث العلمي والتي تعتبر أحد أهم مكونات الخطط البحثية، وقد يرى العديد من الباحثون أن تساؤلات البحث العلمي تغني عن أهداف البحث العلمي وذلك لكون التساؤلات ما هي إلا إعادة صياغة للأهداف، فقد لا يدرك أغلب الباحثين الأسس السليمة لوضع تساؤلات البحث العلمي ودورها المحوري في الدراسة، وقد تطرق المقال الحالي إلى توضيح تساؤلات البحث العلمي من خلال عدة نقاط وهي كالآتي:

1. تعريف تساؤلات البحث العلمي.
2. أنواع تساؤلات البحث العلمي.
3. كيفية صياغة التساؤلات في البحث العلمي.
4. أهم أهداف التساؤلات في البحث العلمي.
5. أهم الشروط التي يجب توافرها في تساؤلات البحث العلمي.

يتم تعريف تساؤلات البحث العلمي على أنها مجموعة من الأسئلة التي يعمد الباحث العلمي إلى طرحها للإشارة إلى النتائج المتوقعة. وهي بمثابة أسئلة استفهامية غير معلومة الإجابة تشير لنتائج الدراسة ويتم وضعها في كل محور بهدف ربط التساؤل بمحور محدد.

كما تُعَد تساؤلات البحث العلمي عبارة عن أسئلة يقوم الباحث بطرحها من خلال البحث العلمي الخاص به بهدف دراسة كل جوانب البحث العملي، وتستخدم التساؤلات البحثية بشكل كبير في البحوث النوعية والوصفية والمسحية، حيث في البحوث النوعية ليس هناك مجال في استخدام الفرضية الإحصائية ويكتفى بالأسئلة.

هناك ثلاث أشكال للتساؤلات البحثية وهي كالآتي:

1. التساؤلات الوصفية: يُقصد بها وصف المشكلة البحثية عن طريق طرح الأسئلة على سبيل المثال المشاكل التعليمية التي يعاني منها طلاب وطالبات الجامعة عند تسجيل مقرراتهم الدراسية.
2. التساؤلات المتعلقة بالعلاقات: فعلى غرار المثال السابق فهذا النوع من التساؤلات يستخدم من أجل معرفة المشاكل المتعلقة بالمناهج الدراسية الخاصة بالطلاب وعلاقتها بمدى تحصيلهم العلمي والتقديرات التي يحققونها.
3. التساؤلات التي لها علاقة بالفروق: مثل الفرق في الأداء التحصيلي بين الطلاب الذكور والطلاب الإناث.

يجب على الباحث العلمي عند صياغته لتساؤلات البحث العلمي مراعاة عدة أمور وهي كالآتي:

1. يجب أن تتسم التساؤلات عند صياغتها بالدقة والوضح وتجنب الغموض والعمومية.
2. يجب عند صياغتها توضيح مضمون ومحتوى المشكلة البحثية من جميع جوانبها.
3. يجب أن تكون التساؤلات عند صياغتها محددة ولا يمكن التنبؤ بالإجابة عليها مقدماً أو مسبقاً.
4. تتم صياغة التساؤلات في البحث العلمي بشكل استفهامي ويتم وضعه بناء على محتوي كل محور من محاور البحث العلمي، بهدف الإلمام بجميع جوانب البحث العلمي، فعلي سبيل المثال إذا كان الموضوع عن الطلاق فتظهر تلك التساؤلات في أسئلة مثل: "ما تأثير الطلاق على تربية الطفل داخل الأسرة؟"، " وما تأثير الطلاق على التحصيل الدراسي للأطفال؟".

تستخدم التساؤلات في البحث العلمي غالباً في الدراسات الوصفية، ولعل من أهم أهدافها:

1. تحديد النقاط والمحاور الأساسية التي يهدف الباحث العلمي إلى دراستها.
2. تسليط الضوء على المشكلات التي يحاول الباحث العلمي حلها للربط بين تلك التساؤلات وبين أهداف البحث العلمي.

هناك فروق واضحة بين فرضيات وتساؤلات البحث العلمي، وعلى الرغم من وجود هذه الفروق بينهم إلا أن هناك بعض الباحثين الذين من الممكن أن يجمعوا بين فرضيات وتساؤلات البحث العلمي كمسمى واحد، ومن أبرز هذه الفروقات الآتي:

1. يقوم العديد من الباحثين بالاستعانة بتساؤلات البحث العلمي في الدراسات الوصفية، وذلك بهدف التعرف على خصائص الأفراد، بينما يتم استخدام الفرضيات في الدراسات التجريبية بهدف اختبار العلاقات السببية بين المتغيرات في البحث العلمي.
2. تُعَد تساؤلات البحث العلمي عبارة عن أسئلة تصاغ في شكل استفهامي وتحتاج إلى أجوبة وتتضمن متغير واحد فقط، بينما تعتبر الفرضيات أجوبة افتراضية مقترحة تحتاج إلى إثبات وتوضح العلاقة بين المتغيرات ويحاول الباحث جاهداً اختبار صحة تلك العلاقة.

- توجد عدة متغيرات يجب الاعتماد عليها للاختيار بين تساؤلات وفرضيات البحث العلمي، وتتمثل تلك المتغيرات في الآتي:

1. المعرفة الجيدة لطبيعة الظاهرة أو المشكلة وأهدافها.
2. تعدد المتغيرات الحاكمة وتنوعها.
3. كثرة البيانات والمعلومات وكفاية الإطار النظري.

1. يجب أن يراعي الباحث العلمي عند وضعه لأسئلة البحث أن تكون واضحة محددة لا تحتاج إلى أي تفسير بوضح معناها.
2. يجب على الباحث العلمي مراعاة أن تكون الأسئلة بسيطة وسهلة وغير مركبة والبعد عن الأسئلة الغامضة التي تحتاج إلى تفسير.
3. يجب أن تعكس أسئلة البحث العلمي بطريقة مباشرة كل ما يتعلق بمشكلة البحث العلمي وأهدافه وفرضياته ونوع البيانات المطلوبة منه للتوصل إلى حلها.
4. يجب أن تكون قابلة للإجابة في ضوء الإمكانيات والقدرات العلمية والمادية والبشرية المتوفرة.
5. قابليتها للقياس والتحليل لتبرير إجاباتها والدفاع عن صحتها بطريقة منطقية وعلمية من خلال البراهين والأدلة والمعلومات التي تثبت صحتها.

من خلال هذا المقال نكون قد عرضنا على حضراتكم جميع جوانب وعناصر تساؤلات البحث العلمي والفرق بينها وبين فرضيات البحث العلمي وأنواعها والأهداف المرجوة من طرحها، وكيفية صياغتها، نرجو من الله أن يكون هذا المقال مفيداً ونافعاً لجميع طلاب الدراسات العليا والباحثين في مختلف المجالات والمُقبلين على تقديم الأطروحات العلمية من ماجستير ودكتوراه.

اقرأ أيضاً

1. معايير جودة أسئلة وفرضيات البحث العلمي
2. كيفية كتابة فرضيات البحث العلمي

إبراهيم، مروان عبد المجيد. (2000). أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.عمان. الأردن.

خضر، أحمد إبراهيم. (2013). إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة. القاهرة. جامعة الأزهر. جمهورية مصر العربية

عبيدات، ذوقان وعدس، عبدالرحمن وعبدالحق، كايد(2001). البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه. الطبعة السابعة. مزيدة ومعدلة. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

عبيدو، علي ابراهيم على،(2014). جودة البحث العلمي الأخلاقيات- المنهجية- الأشراف- كتابة الرسائل والبحوث العلمية. الطبعة الأولى. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. جمهورية مصر العربية.

محمود، حمدي شاكر. (2006). البحث التربوي للمعلمين والمعلمات. الطبعة الثالثة. دار الأندلس للنشر والتوزيع. المملكة العربية السعودية.